أوراق سياسية

جنين.. قراءة تحليلية في الفشل الأمني للاحتلال

ملخص تنفيذي: 

شكلت جنين ومخيمها مؤخراً حالةً مقاوماتية فريدة من نوعها في ظل استشراء التنسيق الأمني المعزز استخباراتياّ ولوجستياً بتعاون أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية التي فشلت على مدار عشرين عاماً في حسم ملف جنين منذ اجتياحها خلال الانتفاضة الثانية إلى الآن، وتستمر عملياتها العسكرية والاقتحامات المتتالية والمكثفة رغبةً في كبح جماحِ مقاوميها وتحييدهم خاصةً بعد أن أصبحوا ثغرةً أمنية لمنظومة الاحتلال من خلال تنفيذ عمليات إطلاقِ نارٍ في الداخل المحتل كان وقعها شديداً على دولة الاحتلال. 

أصبحت مقاومة جنين نموذجاً ملهماً لباقي مناطق الضفة الغربية التي تعاني من خنقٍ وتشديدٍ أمنيين حدّ من حرية الحركة والتنقل لدى المقاومين فيها، وهو ما لم يكن في جنين التي جمعت في نموذجها العديد من العوامل الجغرافية واللوجستية، ما ساهم في فعّالية وقوة مقاوميها ميدانياً من حيث القدرة على التنقل ومراوغة الاحتلال وتوجيه ضربات خاطفة في الاشتباكات المسلحة المتبادلة بينهم، التي شهدت إعادة تفعيل عنصر “حرب الشوارع” الذي سيّر وتيرة المواجهات لصالح المقاومة وزاد من تأزم الوضع الأمني على قوات الاحتلال التي فقدت قدرتها على الحسم أو التحييد حتى اللحظة.  

كانت وما تزال طريقة تجاوب وتعامل منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية مع ملف مقاومة جنين تتم بحذرٍ شديد لاعتباراتٍ عدة أهمها؛ التخوف من إمكانية تحولها إلى نموذجِ مقاومةٍ فعّالٍ وملهمٍ لباقي مناطق الضفة الغربية متسببةً في توسعِ دائرة المواجهة وتصعيدٍ شامل قد يشتت تركيز الاحتلال على أكثر من جبهة، مما يقلل من فرص احتواء ملف مقاومة جنين، ولهذا لا يتجه الاحتلال إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة على الرغم من تصريحاته حول ذلك مسبقاً.  

في المقابل، يسعى الاحتلال إلى مداهمة ثغور المقاومة في جنين ومخيمها وضواحيها بشكلٍ متتالٍ ومكثفٍ بين الحين والآخر بهدف استنزاف إمكانياتهم المحدودة وابقائهم في انشغالٍ دائمٍ بصد هجماته واقتحاماته في نطاقها الضيق في جنين؛ لكي لا يتفرغوا إلى تنفيذ عمليات فردية في الداخل المحتل يصعب السيطرة عليها أو التوقع المسبق بها، ويكون وقعها أشد على المستويين الأمني والسياسي، خاصةً فيما بتعلق باستقرار الوضع الداخلي واستمرارية حكومة الائتلاف الحالي. 

في ضوء توالي الاقتحامات والاشتباكات في الآونة الأخيرة بين قوات الاحتلال والمقاومين في شمال الضفة الغربية وجنين تقدم هذه الورقة قراءةً تحليليةً للتطورات والمستجدات الميدانية وانعكاساتها الأمنية والسياسية على الوضع العام الداخلي في دولة الاحتلال من جهة، ومدى تأثيراتها على باقي جبهات المواجهة من جهةٍ أخرى. 

للاطلاع على الورقة البحثية؛ اضغط هنا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق