مقالات
-
يوليو- 2025 -4 يوليو
من طهران إلى غزة: كيف يعيد نتنياهو صياغة الأزمات في المنطقة؟
المقدّمة: مع شنّ سلاح الجو الإسرائيلي الضربة الاستباقية الأولى على أهداف عسكرية ونووية إيرانية في 13 يونيو2025، أشارت تقارير إسرائيلية إلى توجّه المستوى السياسي في تل أبيب نحو تسريع المفاوضات لإنجازاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، انطلاقًا من اعتقاد بأن ذلك يُحقق “النصر المطلق” الذي دأبنتنياهو على تقديمه كعنوان للحسم السياسي والعسكري.إلّا أنه، ومع تصاعد الرد الإيراني، تراجعت فكرة الحسم العسكري بشكل ملحوظ. يناقش هذا التقرير التداعيات المحتملة لهذا الاعتداء على الوضع في غزة. وفي أحد محاوره الثلاثة، يستعرض تقديرات الاحتلال لقوة إيران، وارتباط الهجوم بسياسته الرامية إلى التخلص من التهديداتالإقليمية في لبنان وغزة. وفي محورٍ آخر، فيقدّم قراءة في التعاطي الفلسطيني مع هذه التطورات.أما في المحور الثالث،.يتناول التقريرالاستجابة الإقليمية للتهديد الجديد، ومحاولات العديد من الدول إسناد إيرانفي مواجهة الدعم الأمريكي لإسرائيل. ويخلص التقرير إلى أن فشل الاحتلال في تحقيق الجزء الأكبر من أهدافه، قد يفتح الطريق أمام الفصائلالفلسطينية لإعادة النظر في مواقفها، والتعامل مع الإقليم بوصفه ظهيرًا مؤثرًا في هذه المرحلة. أولاً: الاحتلال وغزة بعد وقف الحرب على إيران نفذت حكومة الاحتلال عدوانها على إيران كامتداد لعملياتها العسكرية في غزة ولبنان، بهدف إزالة التهديدالعسكري لأقصى مدى ممكن. فقد بدا الوضع مغريًا في أعقاب إضعاف كل من حزب الله وحركة حماس، وهو ما اعتبرته حكومة اليمين فرصة تاريخية لا يمكن تفويتها، باعتبارها مدخلًا لصياغة واقع إقليمي جديديمنح إسرائيل اليد العليا. نجاح حكومة نتنياهو لم يعد يُقاس فقط بقدرتها على مواجهة تنظيمات مسلحة أو حركات مقاومة، بل باتيشمل أيضًا التصدي لقوى إقليمية تُهدد أمن الكيان واحتكاره للسلاح النووي في الشرق الأوسط، إضافةً إلى أهدافه المتعلقة بتوسيع مسار التطبيع مع عدد من القوى الإقليمية. – نتنياهو والفشل في المتاجرة السياسية بـ”الانتصار على إيران” بعد 12 يومًا من الحرب على إيران، لم تتمكن إسرائيل من تسويق ما تدّعيه من إنجازات عسكرية، إذ لمتُحدث هجماتها الجوية تغييرًا ملموسًا في الواقع الإقليمي، فضلًا عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها. وهوما دفع حكومة نتنياهو وائتلافه إلى البحث عن مخرج إقليمي يمكن تقديمه كـ”ثمار” للحرب، مثل التلويحبسيناريو تطبيع محتمل مع سوريا. من ناحية أخرى، باتت سياسة نتنياهو معروفة: الانتقال من حرب إلى أخرى. ففي غزة، اتبع سياسة إطالةأمد الحرب بكل الوسائل، حتى تحيّنت اللحظة التي يمكن أن يقدّم فيها إنجازًا داخليًا أو إقليميًا، حيث اعتقدأن “النصر على إيران” قد يكون المخرج من أزمته السياسية والقانونية. لذلك، ربطت العديد من التحليلات الإسرائيلية بين تطورات الحرب في غزة ومستوى النجاح الذي يمكن أنيحققه الجيش الإسرائيلي في الجبهة الإيرانية. بعبارة أخرى، اعتُبر أداء الجيش في غزة معيارًا يكشف عنفشل أو نجاح نتنياهو في معركته مع إيران. هذا ما كشفته مؤخرًا القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، بالتزامن مع حديث الإدارة الأمريكية عنضرورة وقف الحرب كي لا تنكشف ثغرات “التفوق الإسرائيلي”، وبما يُقدَّم من مقترحات بشأن هدنةمؤقتة أو حلول جزئية في غزة. ومع ذلك، أكد المستوى العسكري في إسرائيل البدء في عملية واسعةالنطاق في القطاع، فيما قللت القيادة السياسية من أهمية التصريحات الأمريكية الداعية إلى التهدئة. يمكن القول إن نتنياهو لا يزال يعتبر استمرار الحرب في غزة “القشة” التي قد تنقذه من مقصلة قانونيةوسياسية تلاحقه. ولهذا الغرض، لجأ نتنياهو إلى رؤساء جهاز “الموساد” والاستخبارات العسكرية، إلى جانب ممثل عنمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجميعهم حضروا جلسة محاكمته في 29 يونيو 2025. وقد سعوا إلىإقناع القاضي بحساسية الوضع السياسي والأمني الذي تمر به إسرائيل، في محاولة لتأجيل المحاكمة. واعتبرت العديد من التحليلات هذا التحرك مؤشّرًا خطيرًا لاحتمال إقدام إسرائيل على تصعيد عسكريجديد في إحدى الجبهات خلال الأيام القليلة المقبلة. – معضلة الضغوط الداخلية ينعكس الوضع السياسي الذي يواجهه نتنياهو وحكومته على مواقف الرأي العام والمعارضة الإسرائيلية. فقدأظهرت نتائج الضربة الجوية الإسرائيلية الأولى على إيران تحسنًا كبيرًا في شعبية حكومة نتنياهو داخليًا، لا سيما أنها استهدفت العديد من قيادات الحرس الثوري والعلماء، إلى جانب مواقع إيرانية حساسة. وقدسعى نتنياهو إلى توظيف هذه الضربة إعلاميًا، باعتبارها “انتصارًا مفاجئًا” لإسرائيل على حساب إيران. لكن، مع مرور الوقت واستيعاب إيران لتلك الضربة، وردّها الصاروخي غير المسبوق، تراجعت شعبيةنتنياهو مجددًا، وعادت حكومته إلى المربع الأول. فقد وصلت نسبة المطالبين باستقالة الحكومة بعد وقفإطلاق النار مع إيران إلى نحو ثلثي المستطلعة آراؤهم، ولم يؤيد بقاء نتنياهو في الحكم سوى 24% فقطمن الإسرائيليين. وفي السياق ذاته، أظهرت استطلاعات الرأي أن 24% فقط من الإسرائيليين يؤيدون استمرار الحرب فيغزة، بينما تطالب الغالبية العظمى بوقفها واستعادة جميع الرهائن. وتربط المعارضة الإسرائيلية، التيتطالب بتنحي نتنياهو، استمرار الحرب في غزة بفشل حكومته في تحقيق الأهداف المعلنة، سواء باستعادةالرهائن أو …
أكمل القراءة » -
1 يوليو
الشرق الأوسط في مرمى الهيمنة الذكية: كيف تدير أمريكا لعبة الدم والدبلوماسية؟
الكاتب والباحث السياسيعدنان القصاصكتب الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥م لم تعد الصراعات الدولية تُدار بالطريقة التقليدية. فالولايات المتحدة، بعد خسائرها في…
أكمل القراءة » -
أبريل- 2025 -23 أبريل
حول تفكك التضامن الجماعي مع فلسطين
رغم استئناف العدوان، حاولت عواصم إقليمية، دعم مسارات العودة لوقف إطلاق النار باقتراح مبادرات جديدة، ولهذا الغرض تم دعوة حركة…
أكمل القراءة » -
فبراير- 2025 -20 فبراير
السياسة السعودية بعد السابع من أكتوبر بين المواقف الثابتة والتحديات الراهنة
تشهد الساحة الفلسطينية مجموعة من التحديات السياسية والأمنية المعقدة، حيث برزت المملكة العربية السعودية كأحد الأطراف الفاعلة في دعم الجهود…
أكمل القراءة » -
12 فبراير
ثلاث قراءات للدور المصري وتداعيات الحرب
ثلاث قراءات للدور المصري وتداعيات الحرب يستعرض هذا التقرير أبعاد الدور المصري في الحرب على قطاع غزة من ثلاث زوايا…
أكمل القراءة » -
5 فبراير
تحديات ترامب والخيارات الحاسمة للفلسطينيين
تحديات ترامب في ضوء تصريحات ترامب التصعيدية، التي لا يمكن اعتبارها عشوائية، بل يجب النظر إليها على أنها مدروسة ومحسوبة…
أكمل القراءة » -
نوفمبر- 2024 -26 نوفمبر
خطة ضم الضفة الغربية المحتلة التفاعلات الفلسطينية والكوابح الإقليمية
المقدّمة : يستعرض التقرير الخامس التطورات المتسارعة الناتجة عن العدوان على غزة، والذي فتح المجال أمام العديد من القضايا الحساسة…
أكمل القراءة » -
11 نوفمبر
رسائل فلسطينية لمؤتمر القمّة العربية الاسلامية
لقد عاش شعبنا لعقود، ظلامات كثيرة، كادت تُطيح بحقوقه وتطويها في النسيان. وخلال مرحلة ما بعد أوسلو بعد أن اختارت…
أكمل القراءة » -
مارس- 2024 -16 مارس
“رؤية نتنياهو” لليوم التالي.. دوافع الإعلان والمطلوب فلسطينياً
كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، الجمعة 23 فبراير 2024، عن عرض رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لرؤيته لليوم التالي…
أكمل القراءة » -
13 مارس
حكومة التكنوقراط الحائرة بين شرعية منظمة التحرير وشرعية عباس
بفعل مخططات اليمين الديني المتطرف، يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسلطته المزيد من التهميش والابعاد عن معادلة الصراع، ويصاحب ذلك…
أكمل القراءة »