حوار مع أبو أحمد فؤاد، الجبهة الشعبية والانتخابات
نظمت مجموعة الحوار الفلسطيني يوم السبت الموافق ١٣ مارس لقاءً حواريًا عبر منصة ” زوم” بعنوان ” الجبهة الشعبية ومسار الانتخابات العامة: جدلية السقف وتحديات المشاركة”، استضافت فيه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللواء أبو أحمد فؤاد بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين والنشطاء.
وقد دار اللقاء حول عدد من المحاور، تناول الأول رؤية وتقييم الجبهة الشعبية لمسار الانتخابات الحالي وموقعه في تصورات الجبهة للخروج من أزمة النظام السياسي الفلسطيني، والتي رأى أبو أحمد فؤاد بأن بدايتها يجب أن تكون قائمة على رفض مخرجات اتفاقية أوسلو وتفعيل منظمة التحرير واستعادة دورها في مختلف التجمعات الفلسطينية، وتحديدًا في الخارج من خلال إعطاء الأولوية لانتخابات المجلس الوطني واللجنة التنفيذية، وذلك بدلًا من البدء في ترتيب جسم السلطة الفلسطينية.
كما أكد أبو أحمد على أن الجبهة الشعبية ضغطت في اجتماع القاهرة ” ٩ فبراير” باتجاه انتخاب رئيس دولة فلسطين من مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، دون حصره بالضفة الغربية وقطاع غزة كما هو قائم، بالإضافة الى الالتزام بالاتفاقيات الموقعة ما بين الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى تحفظ الجبهة الشعبية على بيان اجتماع القاهرة، حيث ضغطت الجبهة باتجاه تضمينه بعض البنود التي تدور حول تنفيذ قرارات المجلس المركزي السابقة والتي تنص على وقف التنسيق الأمني ومراجعة العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المحور الثاني من اللقاء، عرج أبو أحمد فؤاد على مرجعية توجه الجبهة الشعبية للمشاركة في الانتخابات العامة، والقائم على وثيقة الوفاق الوطني والاتفاقيات الوطنية مع الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا اشتراك الجبهة الشعبية مع فصائل فلسطينية عديدة على رفض أن تكون اتفاقية أوسلو إطارًا مرجعيًا للمسار القائم.
وفيما يتعلق بقرار المشاركة، أشار اللواء أبو أحمد بأن القرار تم اتخاذه من خلال مؤسسات وأطر الجبهة الداخلية، مؤكدًا بأن هذا الأمر لا يعني عدم وجود تباين في وجهات النظر من المشاركة، نافيًا أن يكون ذلك استنادًا إلى معاير مناطقية، مضيفًا بأن بعض القيادات في الأراضي المحتلة والسجون لديها مواقف رافضة للمشاركة، وعلى العكس من ذلك لدى قيادات وكوادر في الخارج.
وفيما يتعلق بشكل المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، أشار اللواء أبو أحمد فؤاد إلى أن الأيام المقبلة سوف تشهد إعلان الجبهة عن شكل وأسماء القائمة التي ستخوض فيه الجبهة الانتخابات العامة، مؤكدًا بأن المفاوضات مع فصائل اليسار الأخرى قد وصلت الى طريق مسدود، موضحًا بأن الوقت المتبقي قبل اغلاق باب الترشيح غير كافٍ لجسر الهوة ما بين فصائل اليسار، وفي السياق ذاته استبعد أبو أحمد إمكانية ذهاب الجبهة الشعبية في قائمة مشتركة مع حركة حماس، مرجعًا ذلك إلى مجموعة من الاعتبارات المتعلقة بالتباينات في البرامج الاجتماعية والمرجعيات السياسية، كما أشار الى إمكانية الوصول الى تفاهمات مع الجهاد الإسلامي في حال قرر المشاركة في انتخابات المجلس الوطني، ورجح اللواء أبو أحمد فؤاد بأن يكون الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات على رأس القائمة الانتخابية للجبهة الشعبية في الانتخابات المقبلة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار حزمة من الدراسات والفعاليات التي تنظمها مجموعة الحوار الفلسطيني وتغطي فيها مجموعة من العناوين المتعلقة بالمسار الانتخابات الحالي والتحديات التي تواجهه ودوافع الأطراف الفلسطينية المتخلفة وتحديداً الفصائل الفلسطينية.