أوراق سياسيةتقرير فلسطين
تقرير فلسطين، العدد السادس
لقراءة التقرير بي دي أف “هنا“
خلاصات تحليليّة.
- رسائل عسكريّة وسياسيّة توجهها فصائل المقاومة الفلسطينيّة لـ”إسرائيل” عبر مناورة “الركن الشديد” التي تعكس حالة تأهب واستعداد الفصائل لأي حرب مستقبليّة مع دولة الاحتلال، بالإضافة لكون المناورات تعكس تطورًا في مسار غرفة العمليات المشتركة، وجهود فصائل المقاومة لتوحيد وتنسيق جهدها العسكري والميداني.
- تدلل المعطيات على استمرار “إسرائيل” بسياستها الاستيطانيّة للاستفادة إلى قصى حد من ما تبقى من حقبة “إدارة ترامب”، بالإضافة للاستفادة من تراجع السلطة عن وقف التنسيق، وعدم سعيها للقيام بأي تصريحات أو خطوات استفزازية حتى تحافظ على علاقة جيدة مع الإدارة الجديدة.
- ازدياد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة وسط دعوات “القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية” للتصدي لاعتداءاتهم بحق الشعب الفلسطيني، مع الإشارة لكون السماح باستمرار وتغول مجتمع المستوطنين في الضفة الغربية، سيكسر أي آمال بتحرير الضفة الغربية، وسيعزز ضعف المجتمع الفلسطيني
الركن الشديد، أول مناورة عسكرية مشتركة للمقاومة الفلسطينية.
- في خطوةٍ لها أبعادها العسكريّة والسياسيّة، اختتمت فصائل المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة المناورة العسكريّة المشتركة، التي حملت اسم “الركن الشديد”، وهي الأولى من نوعها فلسطينيًّا، والتي نفذت بمشاركة 12 جناحًا عسكريًّا في القطاع، أبرزها “كتائب القسام” الذراع العسكرية لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي”، والذراعان العسكريان للجبهتين “الشعبية” و”الديمقراطية”، وأطر عسكرية محسوبة على حركة “فتح”، وتخللها إطلاق صواريخ تجاه البحر في رشقات تجريبية، ومناورات برية، وتحمل المناورة رسائل عسكريّة بالدرجة الأولى وأخرى سياسيّة لـ”دولة الاحتلال”، إضافة إلى رسائل التمسك بالسلاح ورفض كل الاغراءات في ظل موجة التطبيع مع “دولة الاحتلال”، حيث أكدت الفصائل عبر المناورة العسكريّة المشتركة، على وحدة صفها، بحيث يكون القرار في الميدان موحدًا بعيدًا عن التفرد، وذلك بالتزامن مع تهديد وتوعد “إسرائيلي”، أعقب سلسلة من المناورات التي أجراها “الجيش الإسرائيلي” خلال الآونة الأخيرة.
- وتزامن إطلاق الصواريخ مع تنفيذ تدريبات تحاكي تصدي وحدات الفصائل الفلسطينية لعمليات تسلل بري تجريها “القوات الإسرائيليّة”، إضافةً لتدريبات نفذتها عناصر الضفادع البشرية بالذخيرة الحية، تحاكي التصدي لقوات البحرية “الإسرائيلية”. وترافقت مناورة “الركن الشديد” مع انتشار واضح لعناصر من عدة وحدات قتالية في مختلف المناطق في غزة، إضافةً للطائرات المسيرة، والتي لم تغب هي الأخرى عن المناورة الكبرى، حيث كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإعلان انطلاقها.
توتر في غزة، واخلاء لمقر البعثة الدبلوماسية المصرية.
- شن سلاح “الجو الإسرائيلي” غارات على قطاع غزة، ما تسبب بإلحاق أضرار بمؤسسات وبُنى تحتية ومنازل المواطنين، حيث تضرر مستشفى حكومي خاص للأطفال، ومركز لتأهيل المُعاقين، ومسجد، وبنى تحتية، ومنازل للسكان. بدوره، قال “الجيش الإسرائيلي” إنه قصف مواقع تتبع لحركة “حماس”، ردًا على إطلاق صاروخين من غزة، بينها موقع لتصنيع الصواريخ، ونفق، وموقع عسكري.
- وفي قطاع غزة أيضًا، قررت السلطات المصرية إخلاء مقر “البعثة الدبلوماسية” الخاص بها في غزة، فيما أشرف وفد مصري ضمّ على غير العادة موظفين من وزارة الخارجية، على إجراءات إخلاء المقر، وحاولت جهات مصرية وفلسطينية التقليل من أهمية الخطوة، باعتبار أن المقر ظل مغلقًا طيلة السنوات الماضية.
الضفة الغربية، كل يومٍ معاناة.
- وعلى الطرف الآخر من الساحة الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة، ما زالت “إسرائيل” ماضية بسياستها الاستيطانية التي تكاد لا تهدأ، وتعتزم “السلطات الإسرائيليّة” المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” إلى البيت الأبيض، حيث سيجتمع المجلس الأعلى للتخطيط والبناء التابع للإدارة المدنية “للسلطات الإسرائيلية” (حكومي)، خلال الأسبوعين المقبلين، للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية وشرقي القدس، كما أخذت “القوات الإسرائيليّة” قياسات ثمانيّة منازل وبناية سكنية في عدة بلدات من عدّة محافظة بالضفة الغربية، بزعم وقوعها في مناطق مصنفة “ج” وفق اتفاق أوسلو وبزعم عدم الحصول على تراخيص، رغم أن تلك المنازل والبناية تقع ضمن المخططات الهيكلية لتلك البلدات، كما أخطرت “القوات الإسرائيليّة” بوقف البناء في منزل قيد الإنشاء جنوب بيت لحم، بحجة عدم الترخيص، إضافةً لهدم دفيئة زراعية في منطقة الحفيرة غرب جنين. فيما اقتلعت عشرات أشجار الزيتون وجرفت أراضي جنوب غرب بيت لحم.
- وفي إطار حملة الاعتقالات، اقتحمت “القوات الإسرائيليّة” عدة مناطق في الضفة، واعتقلت عددًا من المواطنين، وركزت بشكل خاص على مجمع فلسطين الطبي في قلب رام الله، فاحتلته وحاصرته وفتشت غرفه وأطلقت الرصاص لإخافة المواطنين والمرضى والأجهزة الطبية، وأصابت سيدة حبلى برصاصة مطاطية في كتفها ورجل إسعاف برصاصة مطاطية في يده داخل المشفى. فيما أُصيب عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال باختناق جراء إطلاق “القوات الإسرائيليّة” الغاز المسيل للدموع، وذلك خلال مواجهات بينها وبين الشبان الفلسطينيين، في بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية، وفي بلدة جبع جنوبي جنين.
- أكدت مصادر في أجهزة الأمن “الإسرائيلية” أن “الشرطة الإسرائيليّة”فقدت السيطرة على مواجهة “عنف” تنظيم “شبيبة التلال” الإرهابي في الضفة، وذلك مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، في أعقاب مصرع مستوطن بانقلاب سيارة خلال مطاردة بوليسية بعد فراره من دورية شرطة إثر اعتداءه بالحجارة على فلسطينيين قرب مدينة رام الله. وأكدت المصادر أن “صمت المستوى السياسي” على تصاعد عنف المستوطنين، “يفسر على أنه موقف داعم” لهذه الاعتداءات.
- وفي الأثناء، قرّرت قيادة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية توسيع رقعة مواجهة المستوطنين، داعيةً إلى “التصدي لاعتداءات المستوطنين المتزايدة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته”. بالمقابل، نقلت قناة “كان 11” العبرية عن مصادر أمنية فلسطينية قولها إن أجهزة الأمن الفلسطينية أحبطت قبل أيام عملية طعن، كانت تخطط لها فتاتان من نابلس شمال الضفة.
- تواصلت التنديدات الفلسطينية بالقرار الأمريكي الخاص بوسم منتجات المستوطنات على أنها “إسرائيلية”، كونه يعد قرارًا مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، وينتقص من الحقوق الفلسطينية. وأكد وزير العدل، محمد الشلالدة، أن القرار الأمريكي يستدعي تحريك دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة ، بدءًا بالقضاء الأمريكي والمحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الإقليمية. توازيًّا، أفادت وزارة الخارجية والمغتربين بأنّ الهجمة الاستيطانية الهادفة إلى تهويد القدس ومحاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية، شهدت تصاعدًا كبيرًا في السنوات الأربع الأخيرة، في ظل إدارة أمريكية منحازة إلى “إسرائيل”، مشيرةً إلى أنّ الاستيطان في القدس تضاعف “بصورة خطيرة” خلال عام 2020.
مستجدات الوباء العالمي (كورونا).
- وفي مستجدات “كورونا”، واصلت الأجهزة الأمنية فرض القيود وحالة حظر التجول على المدن والمناطق الفلسطينية في الضفة وغزة، يومي السبت والأحد، وذلك مع بقاء نسبة الخطر والمخاوف الشديدة من تفشي الفيروس، الذي يضرب في هذه الأوقات بعنف أكبر، فيما توقع مسؤولون طبيون وصول المصل المخصص للعلاج خلال الأسبوعين المقبلين. وقالت وزيرة الصحة “مي الكيلة” إن ذروة المرحلة الحالية ستكون خلال الشهرين المقبلين وحتى نهاية شباط/فبراير المقبل، مؤكدةً جاهزية الوزارة للتعامل مع تطورات الوضع الوبائي، وأشارت إلى أنها وضعت خططًا لافتتاح أقسام جديدة في المستشفيات وتوسعة أقسام العناية المكثفة. فيما كشف المتحدث باسم وزارة الصحة “كمال الشخرة” أنّ نسبة إشغال المستشفيات المخصصة لعلاج مصابي “كورونا” وصلت إلى 60%، وأن غرف العناية المكثفة تضم 127 مصابًا، 30 منهم على أجهزة التنفس الاصطناعي.
- في غضون ذلك، أغلقت إدارة “السجون الإسرائيليّة” سجن “ريمون” بالكامل، بعد إعلان إصابة عدد من السجّانين والسجناء الجنائيين بالفيروس، وسط تحذيرات من انتشاره في صفوف الأسرى، في حين تم الكشف عن إصابة الأسير “أحمد مناصرة” في سجن الرملة. وجاء إعلان وجود إصابات بين السجّانين بعد يوم من التصريحات العنصرية التي بثّها وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” حول اللقاح، المتمثّلة بأنّ إعطاء الأسرى اللقاح لن يكون ضمن الأولويات، وسيكون مرهونًا بتصريح من الحكومة “الإسرائيلية”.
متفرقات.
- أثارت مشاهد حفل صاخب لمجموعة “بويلر روم”، داخل مقام النبي موسى بين القدس وأريحا في الضفة، غضب الفلسطينيين الذين رفضوا ما جرى، داعين إلى “محاسبة أي جهة رسمية فلسطينية سمحت لها بانتهاك حرمة المقام الديني”، وسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية، فيما قررت الحكومة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.
- شاركت مؤسسات حقوقية فلسطينية ومحامون مستقلون في مبادرة طعن في المحكمة الدستورية العليا الفلسطينية، ضد استمرار استناد المحاكم الفلسطينية بالفصل في القضايا إلى عدد من الأوامر العسكرية “الإسرائيلية”.
- صادقت الحكومة الفلسطينية على دمج وإلحاق وإلغاء أكثر من 25 مؤسسة رسمية غير وزارية، خلال جلستها الأسبوعية المنعقدة في رام الله، وذلك لتحسين الخدمات ورفع مستوى التنسيق ومنع الازدواجية وترشيد النفقات. ومن المقرر أن تقوم السلطة الفلسطينية بصرف مخصصات الأسرى عن ثلاثة أشهر، منها شهران مقدمًا عن العام القادم، تفاديًا للقرار “الإسرائيلي” الذي يحظر على البنوك الفلسطينية صرف مخصصات الأسرى منذ بداية العام القادم 2021.