أوراق سياسيةتقرير فلسطين

تقرير فلسطين، العدد الثاني عشر

خُلاصات تحليليّة:

  • تعقّد الخلافات داخل حركة “فتح” وظهور أكثر من قائمة انتخابيّة، إضافةً لتراجع تشكيل “القائمة المشتركة” بين “فتح” و”حماس” تُنذر بمنافسة انتخابيّة شديدة
  • على الرغم من تحضير “إدارة بايدن” لخطة لإحياء العلاقات مع الفلسطينيين، هناك خشية من أن يُصبح نهج “ترامب” وسياسة “الإملاءات” الأمريكيّة ممرًا إلزاميًّا لأي تسوية مستقبليّة محتملة
  • مزاعم قادة “الأمن الإسرائيلي” على نجاح دمج الجهود الدبلوماسيّة مع السلوك العسكري في غزة وسط حديث “إسرائيلي” عن تغييرات كبيرة تشهدها الجبهة الجنوبيّة


مستجدات العملية الانتخابية.

  1. تتعقد الخلافات داخل حركة “فتح”، ولا سيما فيما يتعلق بالانتخابات العامة، المزمع عقدها في آواخر أيار/مايو المقبل، في ظل انسداد الأفق لرأب الصدع والاتفاق على قائمة فتحاوية موحدة لخوض الانتخابات، واستمرار حالة التراشق الإعلامي، وهو ما يجعل الانتخابات القادمة مفتوحة على كل الاحتمالات، توازيًّا لم تشهد العلاقة بين حركتي “فتح” و”حماس” تقاربًا حتى الآن فيما خص الاتفاق على قوائم مشتركة بينهما لخوض الانتخابات، ولم تقدم الحركتان قوائمهما للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، فيما تراجعت فرصة دخولهما في قائمة مشتركة، بينما يدور الحديث في أروقة الحركتين عن جهود كبيرة تُبذل لتشكيل قوائم تنافس بقوة على مقاعد التشريعي، وتؤكّد التصريحات الفتحاويّة استبعاد تشكيل قائمة موحدة، وهذا ما أعلنه “جبريل الرجوب” أنّ حركته لم تناقش مع أي من الفصائل تشكيل قوائم مشتركة لخوض الانتخابات.
  2. وفي الأثناء، ومع تسجيل أوّل ثلاث قوائم، إحداها لـ”الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” واثنتان لمستقلّين، وهي: “التغيير الديمقراطي”، و”فلسطين للجميع”، و”كرامتي”، أشار نائب رئيس “المجلس التشريعي” السابق” حسن خريشة” إلى أن قائمة المستقلّين التي يحاول تشكيلها لا تزال تواجه صعوبات، فيما كشف القيادي المفصول من “فتح” ناصر القدوة، سعيه للتوصُّل إلى “لقاء سياسي جديد يضمّ أعضاء من “فتح” وخارجها، معلنًا برنامج “الملتقى الوطني الديمقراطي” الذي أعلن عن تأسيسه بداية الشهر الجاري ليكون البرنامج الانتخابي لقائمة “الملتقى الوطني الديمقراطي” للانتخابات القادمة، ويتكون من 25 عنوانًا، وفي إطار التحالفات والتقدم بالترشيحات، من غير المستبعد أن يُصار إلى عقد اتفاق جديد بين “القدوة” و”دحلان”، رغم أنّ  الأوّل كان قد رفض فكرة التحالف مع “دحلان” قبل فصله من الحركة، فيما يدور حديث عن اتصالات أجريت مؤخرًا بين الطرفين.
  3. توجه وفد من اللجنة المركزية لـ”حركة فتح” إلى قطاع غزة لمتابعة موضوع الانتخابات والتحضيرات على مستوى الحركة ودراسة الأسماء المرشحة كافة، وذلك لإعداد قائمة الحركة وتقديمها للجنة الانتخابات المركزيّة، فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالضفة الغربية وقطاع غزة، أنه في حال كانت هناك قائمة مستقلة للقيادي في “فتح” الأسير “مروان البرغوثي” بدون وجود قائمة مشتركة بين حركتي “فتح” و”حماس”، فإن هناك تقاربًا بين قائمته والقائمة الرسمية لـ”فتح”، فيما تظهر النتائج أن قائمة “القدوة” ستحصل على نسبة 4%.
  4. وفي سياق متصل، لم تكد تُطوى قضية التلاعب بمراكز الاقتراع للناخبين بالضفة الغربية، حتى برزت قضية جديدة تمثلت في استبعاد معلمين من الإشراف على الانتخابات على خلفية توجهاتهم السياسية، مما يضع نزاهة العملية الانتخابية على المحك، وكشف القيادي في “حماس” نزيه أبو عون بأنّ هناك شكاوىٍ عديدة من معلمين من طوباس تقدموا للإشراف على الانتخابات وتم استبعادهم، مشيرًا إلى أنه “تم اختيار 300 معلم جميعهم ينتمون لـ”فتح” أو محسوبون عليها، في حين استبعد عشرات المعلمين الذين ينتمون لألوان سياسية مختلفة”.
  5. قال وزير الشؤون المدنية “حسين الشيخ” إن “دولة الاحتلال” أبلغت الجانب الفلسطيني بأنها ستحدد موقفها من إجراء الانتخابات الفلسطينية شرق القدس بعد انتخاباتها البرلمانية، يذكر أن “الرئيس الإسرائيلي” رؤوفين ريفلين، صرح خلال زيارته لألمانيا أن “إسرائيل” مهتمة بالمساعدة في إجراء الانتخابات الفلسطينية، مشيرًا إلى عدم تلقيهم طلبًا للسماح بالتصويت شرق القدس، وفي السياق كشفت القناة “12” العبرية عن فحوى لقاء عُقد بين رئيس “الشاباك” نداف أرغمان ورئيس السلطة “محمود عباس”، حيث ذكرت أن الأول حذّر “عباس” من إشراك “حماس” في الانتخابات التشريعية خشيةً من سيطرتها على السلطة، كما كشفت القناة عن حضور مسؤول أمريكي لمقر الرئاسة سرًا، لإيصال رسالة تحذير مماثلة إلى “عباس”.
  6. من جانبٍ آخر، أصدر “عباس” قرارًا بإقالة “القدوة” من رئاسة مجلس إدارة “مؤسسة ياسر عرفات” وعضوية مجلس أمنائها، وكلّف “عباس” عضو مجلس الإدارة “علي مهنا” بأعمال رئيس مجلس الإدارة لمدة ثلاثة أشهر، وكشف “القدوة” عن نيته اللجوء للقضاء الفلسطيني للنظر في قرار “عباس” بفصله من المؤسسة وقيام “مهنا” بالإيعاز للبنوك الفلسطينية بتغيير توقيعه، هذا في حين أعلنت نقابتا “المحامين” و”الأطباء” في الضفة تصعيد خطواتهما الاحتجاجية، الأولى ضد قرارات رئاسية تتعلق بالقضاء، والثانية لعدم استجابة الحكومة الفلسطينية لمطالبها، وفي بيانٍ أعلنت نقابة المحامين تعليق العمل أمام جميع المحاكم وتنظيم اعتصام مركزي أمام مجلس القضاء الأعلى بالبيرة وسط الضفة.


مستجدات الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية.

  1. تعكف إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” حاليًا على إعداد خطة لإعادة “استئناف” العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، حسب مسودة لمذكرة داخلية، ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين مطلعين على تفاصيل المذكرة التي نشرت في الخارجية الأمريكية، وتطرقت لها لأول مرة صحيفة “ذي ناشيونال” قولهم إن المستند لا يزال “في مراحل العمل” الأولى، وأوضح المسؤولون في “إدارة بايدن” أنهم يرغبون في إعادة وضع “حل الدولتين” مجددًا كهدف للسياسة الخارجية، لكنهم يتصرفون بحذر على ضوء الانتخابات المقبلة في “إسرائيل” وفي السلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من عودة “إدارة بايدن” إلى دعم وإحياء “حلّ الدولتين”، إلا أنها لم تبد أي مؤشرات لنيتها العودة عن قرارات مفصلية اتخذتها “إدارة ترامب”، ومع إعداد “إدارة بايدن” لخطتها لإحياء العلاقات الأمريكيّة – الفلسطينية، لا يبدو أن الخطة الجديدة المرتقبة، ستتخطى إعادة الانخراط مع “السلطة الفلسطينية”، الحالية أو التي ستفرزها الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية المقبلة، مع وعود بـ”تحسين حياة الفلسطينيين”، وفق شروط.
  2. ومع انسداد الأفق السياسي والدبلوماسي لحل الدولتين، ناقش رباعي الوساطة في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إحياء “مفاوضات ذات معنى” بين “دولة الاحتلال” والفلسطينيين، بهدف التوصلدولة الاحتلال” والفلسطينيين الامتناع عن القيام بأعمال أحادية تجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة.
  3. أعربت السلطة عن تطلعها لإسراع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها بـ”جرائم” الاحتلال في الأراضي المحتلة، وذلك في لقاءين منفصلين عقدهما وزير الخارجية “رياض المالكي” في مقر المحكمة بلاهاي مع المدعية العامة للمحكمة “فاتو بنسودا”، ومسجل المحكمة الخاص “بيتر لويس”، بالمقابل صعّدت “إسرائيل” من ضغوطها على السلطة لوقف تعاونها مع المحكمة، عبر مزيد من “العقوبات الاقتصادية والقيود على حركة كبار المسؤولين بالسلطة”، وفي هذا الإطار قال رئيس الوزراء “محمد اشتية” إن “إسرائيل” نفذت خصومات جديدة على أموال المقاصة مؤخرًا، بينما تعاني المالية العامة من تراجع المداخيل وارتفاع النفقات، حيث صعدت الخصومات الشهرية من أموال المقاصة إلى 52 مليون شيكل (15.8 مليون دولار)، من 41 مليونًا (12.46 مليون دولار)، بدورها قررت الحكومة الفلسطينية دفع رواتب الأسرى الفلسطينيين من خلال “بنوك البريد” الحكومية وفق آلية جديدة، لحين إنهاء عملية دمج الأسرى في مؤسسات السلطة.


نار تحت رماد الضفة.

  1. خرجت مظاهرات شعبية عند مناطق التماس نظمها أهالي بلدة بيت دجن التابعة لمدينة نابلس ضد الاستيطان، تخللها اندلاع مواجهات، أسفرت عن استشهاد المواطن “عاطف حنايشة” جراء إصابته بالرصاص الحي في رأسه، إضافةً لوقوع إصابات عديدة، كما قمعت “القوات الإسرائيليّة” بعنف شديد الفلسطينيين المرابطين على قمة جبل العرمة جنوبيّ نابلس الذين يرابطون من أجل التصدي لاقتحام المستوطنين للمكان، فيما اقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى، فيما أصيب عشرات العمال الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال منع وملاحقة “القوات الإسرائيليّة” لهم في الخليل، أثناء محاولتهم الوصول إلى أعمالهم في الداخل الفلسطيني المحتل.
  2. صعدت “قوات الاحتلال” من هجماتها ضد الضفة وتحديدًا في مدينة القدس، حيث نفذت فيها حملة اعتقالات واسعة، وطاولت اعتقالات 26 فلسطينيًا من مناطق متفرقة بالضفة، بينهم قياديون في حركة “حماس” وكوادر وأسرى محررون محسوبون على الحركة، وذلك عقب اقتحام منازلهم، في محافظة رام الله والبيرة والخليل، كما أعلنت عن فرض إغلاق مشدد على الضفة وقطاع غزة أثناء انتخابات الكنيست، ومن المقرر أن يعاد فرض الإغلاق مجددًا على الضفة وإغلاق المعابر مع القطاع خلال عيد “الفصح اليهودي”.
  3. من جانب آخر، أفرجت “قوات الاحتلال” عن القيادي في “حماس” جمال الطويل بعد ساعات من اعتقاله؛ حيث أدانت “حماس” في بيان لها، حملة الاعتقالات التي شنتها “قوات الاحتلال”، وطالت عددًا من الأسرى المحررين بينهم “الطويل” و”باجس نخلة”، القيادي في الحركة.
  4. في السياق ذاته، يبلور مسؤولون في دولة الاحتلال خططًا لتسوية قضيّة قرية خان الأحمر الفلسطينيّة المهدّدة بالتهجير، أبرزها نقل أهاليها إلى مكان مجاور أوسع، وأخطرت “السلطات الإسرائيليّة” بمصادرة عشرات الدونمات من أراضي قرى حارس وسرطة وبروقين، غرب محافظ سلفيت بغرض توسيع المشروع الاستيطاني.

غزة، التصعيد وارادة القتال.

  1. شنت طائرات حربية “إسرائيلية” غارات على مواقع شمال ووسط قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وتأتي الغارات بعد ساعات على إعلان جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق صاروخ من غزة على بئر السبع، خلال زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للمدينة لتفقد سير العملية الانتخابية.
  2. في الوقت ذاته، تحدثت أوساط أمنية في دولة الاحتلال بأن هناك تغييرًا كبيرًا تشهده الجبهة الجنوبية مع غزة في السنوات الأخيرة، من خلال دمج الجهود الدبلوماسية مع السلوك العسكري مع الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، بجانب توجيه دولة الاحتلال لضربات قوية على أهداف لـ”حماس” في غزة، تضمنت استهداف الأنفاق وأنظمة الإطلاق ومصانع الصواريخ، وتشديد العقوبات الاقتصادية على الحركة، ثم إدخال الوسطاء إلى القطاع، وتستدل الأوساط بمزاعمها تلك على أن عام 2020 انتهى بإطلاق 170 صاروخًا على مستوطنات غلاف غزة، مقارنةً بعام 2019 الذي شهد ألف عملية إطلاق، كما أنه حدث انخفاض في المحاولات الفلسطينية لعبور السياج الحدودي، ما يؤكد أن السياسة “الإسرائيلية” تجاه غزة تقتضي منع تكثيف السلاح فيها، باستمرار صيغة “المعركة بين الحروب”، ومواصلة مفعول الصفقة القائمة مع غزة التي تؤدي للتغيير في طبيعة الهجمات التي تستهدفها.
  3. بدورها، تعمل القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال بشكل مكثف ضد ما تبنيه “حماس”، خاصةً قوتها البحرية وطائراتها الشراعية والطائرات بدون طيار، والتركيز على مواقع إنتاج الصواريخ وممرات الأنفاق والمخابئ تحت الأرض. لكن السياسة “الإسرائيلية” الجديدة تجاه الحركة في غزة تسمى “ترسيم الحدود”، بيد أن أي خطة عسكرية ستؤدي لوقوع إصابات، وعمليات اختطاف للجنود، لأن “حماس” بنت شبكات أنفاق تحت غزة، وسكبت كميات من الخرسانة المصبوبة تحت الأرض.

مستجدات الوباء العالمي.

وفي مستجدات “كورونا”، ارتفع منسوب خطر تفشي الموجة الثالثة للفيروس في الضفة إلى مستويات غير مسبوقة، بسبب إشغال المشافي وأقسام المعالجة بنسبة 100%، مع استمرار ارتفاع منحنى الإصابات في كل من الضفة والقطاع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق