أوراق سياسيةتقرير فلسطين

تقرير فلسطين، العدد السابع

خُلاصات تحليليّة:

  1. حالة من التوتر تسود المشهد الفلسطيني على إثر التلاعب بالسجل الانتخابي واستمرار تجاوزات السلطة الأمنية
  2. تدل التدخلات “الإسرائيليّة” المستمرة بالانتخابات الفلطسينيّة واعتقال قيادات من “حماس” على عدم تحسن البيئة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة
  3. تواصل الخلافات في أوساط حركة “فتح” تزامنًا مع دخول عناصر “تيار دحلان” إلى قطاع غزة وفشل المفاوضات مع “البرغوثي”
  4. بالرغم من استمرار “إسرائيل” بسياستها الاستيطانية والدهم والاعتقال، ما زال المستوطنين يواجهون “كابوس” تبدد الأمن في الضفة


الانتخابات الفلسطينية، جملة من التطورات.

  1. سادت حالة من الإرباك العام على المشهد الفلسطيني، وذلك إثر سيطرة ملف الانتخابات على أجندة الملف الفلسطيني، وعقب الانتهاء من تسجيل الناخبين الفلسطينيين، ومطالبة فصائل فلسطينيّة بمحاسبة وفضح المتلاعبين في سجل الناخبين، أضف إلى ذلك استمرار الخلافات في أوساط حركة “فتح” تزامنًا مع دخول عناصر القيادي “الفتحاوي” المفصول من الحركة “محمد دحلان” إلى قطاع غزة وفشل المفاوضات مع الأسير “مروان البرغوثي”.
  2. انتهت لجنة الانتخابات المركزية من مرحلة تسجيل الناخبين، التي شهدت تسجيل أسماء أكثر من 93% من أصحاب حق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، فيما بدأت اللجنة مرحلة “تنقية سجل الناخبين وإدارة البيانات، لفرز من توفوا، وفرز نسب الشباب والمرأة والفئات العمرية”، على أن يلي ذلك “مرحلة نشر سجل الناخبين والاعتراض عليه، والتي ستنطلق بداية آذار/مارس المقبل، وتستمر لثلاثة أيام” بدورها طالبت فصائل فلسطينيّة بمحاسبة وفضح المتلاعبين في سجل الناخبين، بعد تقديم عشرات الشكاوى في بعض مناطق الضفة الغربية، معبرةً عن ادانتها الشديدة لذلك، من جانبه أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية، فريد طعم الله، إحالة أفراد من خارج لجنة الانتخابات إلى النائب العام، بعدما تبين تلاعبهم بأماكن اقتراع ناخبين في محافظة الخليل.
  3. قالت حركة “حماس” إن التلاعب بأماكن الاقتراع في السجل الانتخابي في بعض مناطق الضفة مؤشر خطير، يتطلب التحقيق في الأمر ومحاسبة من قام بذلك، وأكدت الحركة أنها ستخوض الانتخابات بقائمة من غزة والضفة الغربية والقدس، مشيرةً إلى أن الاعتقالات التي تقوم بها “القوات الإسرائيليّة” بشكل يومي ضد قيادات ونشطاء ومناصري الحركة في الضفة تهدف إلى تعطيل العملية الانتخابية وترهيب الناخبين والمرشحين، وكان قائد حركة “حماس” في قطاع غزة “يحيى السنوار” قد هدد “إسرائيل” إذا تدخلت ومنعت الانتخابات الفلسطينية” وكانت الحركة قد اتهمت “إسرائيل” بأنها تستهدف التأثير على مسار الانتخابات، عبر استهداف واسع للحركة وقياداتها في الضفة؛ حيث اعتقل أربعة من كبار قادتها وعددًا من الصف الثاني، فضلًا عن تهديده العشرات من كوادر الحركة بعدم الانخراط في العملية الانتخابية” من جانبها أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، حرص حركته على توفير المناخ الوطني اللازم، وأنها ستقوم بكل ما يتعلق بها من التزامات من حيث الحريات والأمن وضمان شروط النزاهة بالتعاون مع لجنة الانتخابات، لإنجاز الانتخابات بمراحلها الثلاث، بالاستناد إلى وثيقة القاهرة.
  4. كشفت مصادر “إسرائيليّة” أنّ إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، طلبت من رئيس السلطة “محمود عباس” توضيحًا بخصوص الشراكة مع “حماس” في الانتخابات، وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة تريد الاطمئنان على أن أي حكومة فلسطينية قادمة يجب أن تعترف بـ”إسرائيل”، وتنبذ العنف وتحافظ على الاتفاقيات وتلتزم بها، ولم تعقّب الإدارة الأمريكية ولا السلطة الفلسطينية فورًا، على التقرير، بينما لا يعرف على أي مستوى تم الاستفسار من الفلسطينيين حول المسألة إذا تمت فعلًا، لكن الاتصالات بين السلطة والإدارة الأمريكية لا تزال ضمن مستويين، أحدهما أمني والآخر عبر قسم في الخارجية الأمريكية.
  5. إلى ذلك، أثارت العودة المفاجئة لبعض العناصر والقيادات المحسوبة على “تيار دحلان” إلى قطاع غزة، التساؤلات والتكهنات حول توقيت وأهداف هذه العودة، في ظل تأهب “تيار دحلان” للمشاركة في الانتخابات المقبلة وسعيه لإثبات وجوده في القطاع وداخل مدن الضفة، توازيًا سيطر اسم القيادي في حركة “فتح”  الأسير في السجون “الإسرائيلية” مروان البرغوثي على النقاش في أروقة صناع القرار في رام الله وفي الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، بصفته مرشحًا محتملًا للرئاسة الفلسطينية، حيث سيكون منافسًا قويًا لمرشح “فتح”، وفي هذا الإطار قال عضو المجلس الثوري لـ”فتح”، حاتم عبدالقادر إن “البرغوثي” يتجه للترشح للانتخابات الرئاسية وليس لديه الرغبة في خوض الانتخابات التشريعية التي ستحصل قبل الرئاسية بشهرين، ويؤكد حديث “عبد القادر” ما ذهبت إليه وسائل إعلام “إسرائيلية” بخصوص عدم حصول اتفاق بين “البرغوثي” و”الشيخ” المقرب من “عباس”، والذي التقى “البرغوثي” في سجنه في زيارة استثنائية سمحت بها “إسرائيل” لمناقشة مسألة الانتخابات، من ناحيتها، أكدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة “فتح” في “السجون الإسرائيليّة” أنّ عضو اللجنة المركزية للحركة، رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية “حسين الشيخ”، زار الأسير القيادي في الحركة “مروان البرغوثي” في سجنه، وعرض عليه الانسحاب من المشهد الانتخابي.

الاستيطان مستمر دون توقف.

  1. وفي خضم السعي الفلسطيني لاجراء الانتخابات، ما زالت “إسرائيل” ماضية في سياستها الاستيطانيّة وتوسيع رقعة المستوطنات على أراضي الضفة الغربيّة، اتهم تقرير رسمي فلسطيني “رئيس الوزراء الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، بإعطاء الضوء الأخضر للشروع في تنفيذ أخطر مشروع استيطاني في المنطقة المسماة “E1″، وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض إن الموقف الضبابي للإدارة الأمريكية الجديدة شجع حكومة “نتنياهو” على مواصلة سياستها الاستيطانية، فبدأت بشق الطريق الالتفافي الذي يربط بلدة عناتا ببلدتي العيزرية وأبو ديس شرق مدينة القدس، مرورًا بالزعيم بعد إزالة الحاجز العسكري ودفعه شرقًا في عمق الضفة، بالمقابل انحصر رد الفعل الفلسطيني على ذلك بمطالبة قام بها رئيس الوزراء محمد اشتية، للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف المشروع الاستيطاني، حيث حذر من أن الصندوق القومي اليهودي سينشط في الضفة والقدس، للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أنه سيتم إدراج هذا الصندوق كإحدى أدوات الاستعمار الاستيطاني أمام الجنائية الدولية لتتم مقاضاته هناك.
  2. حذر مسؤولون وخبراء فلسطينيون من ورود تقارير تتحدث عن سعي “إسرائيلي” لعزل تجمّعات سُكّانية فلسطينية كبرى في القدس، بهدف إخراجها من معادلة الصراع الديمغرافي المحتدم في المدينة لصالح “إسرائيل”، وتطرح “إسرائيل” مخططات وتصورات للتخلص من هذه التجمّعات التي يتراوح عدد سكّانها ما بين 125 و140 ألف مقدسي يقطنون في بلدات وأحياء وسط وشمالي القدس، وشمال شرقي القدس، إضافةً لتجمعات جنوب شرق المدينة، وتهدف المخططات “الإسرائيلية” إلى سلخ هذه الأحياء عن مركز المدينة، وتقليص الوجود الديمغرافي الفلسطيني فيها إلى أدنى نسبة له، بعدما كانت نسبة المقدسيين تخطت 38% من تعداد السُكّان في القدس بشطريها الشرقي والغربي، وتقضي مخططات “إسرائيل” إلى تخفيض عدد المقدسيين إلى 12% فقط حتى العام 2050، في مقابل رفع أعداد المستوطنين داخل ما يعرف بالقدس الكبرى، إلى مليون مستوطن.
  3. وفي ظل المواجهات المستمرة بين المحتجين الفلسطينيين و”القوات الإسرائيليّة” في مناطق مختلفة من الضفة، داهم مستوطن يهودي مجموعة من الفلسطينيين في منطقة غور الأردن، ودهسهم بسيارته، فاستشهد أحدهم على الفور وأصيب آخر بجروح بليغة، كما توفيت السيدة “رحمة أبو عاهور” جراء إصابتها بجلطة، بعد أن فوجئت بـ”القوات الإسرائيليّة” يقتحمون منزل عائلتها، ويأتى ذلك في وقت يشهد موسم الانتخابات الحالي في “إسرائيل” ارتفاعًا في عمليات مصادرة الأراضي، وفي عطاءات البناء في المستوطنات وعمليات هدم المساكن والمنشآت وتجريف الأراضي لأغراض انتخابية، ولاحقًا لتثبيت حقائق على الأرض في خدمة المستوطنين.
  4. هذا، ونفذت “قوات الإسرائيليّة حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين عقب دهم عدد من المنازل في مناطق متفرقة من الضفة الغربيّة، كما أجبرت آخرين في القدس على هدم منازلهم، فيما أخطرت بهدم عشرة مساكن ومنشآت في قرية “عين شبلي” شرق نابلس، بينما هددت أهالي خربة حمصة الفوقا بالأغوار الفلسطينية بإعادة هدم مساكنهم للمرة الخامسة على التوالي وسط مضايقات للأهالي والمتضامنين معهم.
  5. في السياق نفسه، قررت “السلطات الإسرائيليّة” السماح لشركات الاتصالات الخلوية “الإسرائيلية” بتوسيع تغطيتها لشبكة الجيل الرابع في أراضي الضفة لتصل إلى 95%، كما بدأت تغيير أسماء الشوارع في المناطق الخاضعة لسيطرته وسط مدينة الخليل، حيث تم تغيير اسم “حارة جابر” الواقعة في قلب البلدة القديمة إلى “الحارات اليهودية”.
  6. من ناحيتها، حذرت أوساط “إسرائيلية” من زيادة حوادث رشق الحجارة على سيارات المستوطنين بالضفة، ما ساهم في تنامي الصعوبات أمام تعامل “الجيش الإسرائيلي” معها، ويدفعه لتركيز الكمائن الميدانية، والاعتماد المتزايد على الوسائل التكنولوجية، وأشارت الأوساط إلى أن الهجوم الشديد الذي وقع بداية كانون الثاني/يناير غرب “مستوطنة بنيامين”، وأصاب أحد المستوطنين بجروح خطيرة، يشير إلى اتجاه مقلق، لأنه يعطي ارتفاعًا واضحًا في حوادث الهجمات الشعبية، كما أن هذه العمليات الفلسطينية خطيرة وأكثر تعقيدًا، وأضافت أنّ هذه الهجمات مخططة بشكل جيد، وتُشير إلى التخطيط المبكر والهدوء والصبر والعمل الاستخباراتي لمنفذي الهجمات الفلسطينية، معتبرةً أنّ ذلك يُشكل إحراجًا “للجيش الإسرائيلي” من نجاح الفلسطينيين كل يوم في ضرب المركبات بالحجارة وزجاجات المولوتوف، رغم الوسائل التكنولوجية التي يمتلكها أحد أكثر الجيوش تقدمًا في العالم. وكشفت عن عدم وجود معلومات استخبارية فعالة تساعد بمنع وقوع العمليات وإحباطها، وتحديد مكان المشتبه بهم بسرعة.

مستجدات الوباء العالمي.

  1. وفي مستجدات “كورونا”، من المقرر أن تنطلق في غزة عملية تطعيم الطواقم الطبية، التي تتعامل بشكل مباشر مع المصابين بـ”فيروس كورونا”، باللقاح الخاص من المرض، بعد وصول أولى الدفعات إلى القطاع، فيما جرى تسجيل معدل إصابات مرتفع عن الأيام السابقة. وأعلنت وزارة الصحة عن عشرات الوفيات وأكثر من 8300 إصابة جديد خلال الأسبوع الماضي. يُذكر أنّ عدد المصابين الجدد يبعث على القلق بسبب ارتفاع العدد، حيث كان يسجل خلال الأسبوعين الماضين نصف هذا العدد من الإصابات يوميًا أو أقل.
  2. إلى ذلك، أثارت طريقة توزيع اللقاحات غضبًا في الشارع الفلسطيني، جرّاء تطعيم مجموعة صحفيين ورجال عشائر من الحصّة المخصّصة للكوادر الطبّية، خاصةً أن الدفعة الأولى من اللقاحات لا تكفي أصلًا للكوادر الطبّية في الضفة والقطاع. وتفجّرت الأزمة مع نشر صحفيين يعملون في الإعلام الرسمي للسلطة وآخرين في وسائل إعلام غير حكومية، صورًا لتلقّيهم اللقاح إلى جنب كوادر القطاع الصحّي في بيت لحم.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق