أوراق سياسية

بانوراما فلسطين، تخوف اسرائيلي من تصعيد عسكري في غزة بسبب الضم

العدد الخامس والعشرون، ويغطي الفترة الواقعة بين ١٤ حزيران وحتى ١٩ حزيران.

بانوراما فلسطين في أسبوع 18-06-2020

خلاصات تحليليّة:

١) “إسرائيل” تواصل جهودها الدبلوماسيّة والميدانية وردم هوة الخلاف الداخليّة لتهيئة ظروف الإعلان عن مخطط الضم

٢) مخاوف “إسرائيلية” من انخراط قطاع غزة في تصعيد العمليات العسكريّة احتجاجًا على خطة الضم وفرض السيادة على الضفة

٣) تخوف فلسطيني من موجة كورونا ثانية في الضفة وسط تزايد مضطرد في أعداد المصابين والتوجه نحو الإغلاق والإجراءات الوقائيّة مجددًا

٤)  توقعات بتفاقم الأزمة الاقتصادية للسلطة لعدم قدرتها على توفير رواتب الموظفين الحكوميين.

خطط الضم ما بين الترتيبات الامريكية والإسرائيلية.

  • مع اقتراب موعد تطبيق المخطط “الإسرائيلي” بضم مناطق واسعة من الضفة الغربيّة إلى “إسرائيل”، وفرض السيادة “الإسرائيليّة” على غور الأردن والبحر الميت، لا تزال الصورة ضبابيّة حول المساحة التي سيقوم بضمها “نتنياهو”، فيما لا تزال تفاصيل خطط الضم المتعلقة بحجمه وخرائطه غير معروفة، وسط تسريبات عن خلافات “إسرائيليّة” داخلية وحراك أمريكي، بادر به السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، لجمع “نتنياهو” و”غانتس” مجددًا في محاولة لتقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين موقفيهما. وكشفت أوساط “إسرائيليّة” مطلعة أن “نتنياهو” سيعلن في مرحلة أولى ضم ثلاث كتل استيطانية، هي “معاليه أدوميم” شرق القدس و”أرييل” شمال الضفة الغربية و”غوش عتصيون” جنوبها، وسيؤجل إلى مرحلة لاحقة ضم المناطق الأخرى التي يعزم على ضمها، بما فيها منطقة الأغوار.
  • ووسط مخاوف “إسرائيليّة” من التداعيات المحتملة للضم في صيغته الموسعة، على كل الأصعدة: الأمني والاقتصادي والسياسي، على غرار ما اتضح من زيارة وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى “إسرائيل”، وإعلانه خلال لقاءاته مع “نتنياهو” و”غانتس” ووزير الخارجية “غابي أشكنازي”، أنّ الضم مناقض للقانون الدولي، وأنه قد يؤدي إلى اتخاذ دول أوروبية خطوات وعقوبات ضد “إسرائيل”. قالت محافل سياسيّة “إسرائيليّة” إنّ الخطة التي يبلورها “نتنياهو” تقوم على مرحلتين تشمل فرض السيادة “الإسرائيلية” على المستوطنات كافة في الضفة بما في ذلك المعزولة والبؤر غير القانونية، حتى وفق القانون “الإسرائيلي”، وتشغل حوالي 10%، والامتناع عن خطوة ضم واسعة على 30% من أراضي الضفة، كاشفةً أنّ “إسرائيل” ستتوجه بعد إنجاز المرحلة الأولى من الضم، للسلطة الفلسطينية وتدعوها لاستئناف المفاوضات، وفي حال رفضها الدعوة، سيتم ضم 20% من مساحة الضفة.
  • وترى بعض الجهات أن هذا التناقض العلني والمسرب حول مخطط الضم، يؤكد التجاذب في رؤية التداعيات وتقديرها، إضافةً إلى “جس نبض” الآخرين والعمل لاحقًا على تليين مواقفهم، بدورهم، اقترح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عملية سلام فلسطينية – “إسرائيلية” بمشاركة دولية، وفق المعايير الحالية المتفق عليها دوليًا.

الجماهير الفلسطينية والمقاومة في الحسابات الاسرائيلة.

  •  كشفت مصادر مصريّة عن اتصالات “إسرائيليّة” مصريّة، بعدما أبلغت “تل أبيب” الجانب المصري عن ورود معلومات استخباراتيّة أنّ حركتي حماس و”الجهاد الإسلامي” تخططان لاستهداف المصالح الاقتصاديّة “الإسرائيليّة” ضمن خطط التصعيد المحتملة احتجاجًا على مخطط الضم، وكشفت المصادر أنّ الجانب الإسرائيلي” أبلغ مصر أنّ الفصائل المذكورة تسعى لاستهداف منصات حقول الغاز في البحر المتوسط، القريبة من سواحل عسقلان، وذلك بعد تطوير “حماس” لنوعيات من الصواريخ بعيدة المدى، يمكنها أن تطاول المصالح الاقتصادية “الإسرائيلية” في تلك المنطقة. وأوضحت المصادر أنّ “إسرائيل” تطلب تدخل مصر العاجل في هذا الشأن والتوسط لدى حماس لمنعها من استهداف حقول الغاز، نظرًا للتداعيات السلبيّة وتأثيرها على التعاون المشترك بين مصر و”إسرائيل” في مجال الطاقة.
  • وفي سياق التحضيرات لأي احتجاجات فلسطينيّة، وضع جهاز الأمن الصهيوني خطة باسم “فجر الجبال”، لمواجهة احتجاجات الفلسطينيين في الضفة والقطاع، ولقمع المظاهرات وعدم توسعها في مناطق الضفة وغزة. كما أن رئيس “الموساد”، يوسي كوهين، يتحضر للقيام بجولة على دول عربية يلتقي خلالها قادة هذه الدول لبحث المخطط والترويج لخطة الضم، وسماع مواقفهم وسيناريوهات الردود المتوقعة حيال ذلك. بالمقابل، أكدت حركة حماس على ضرورة قيام الدول العربية، برفض الزيارة التي ينوي “كوهين” القيام بها بوصفها جريمة ضد الشعب الفلسطيني، خاصةً وأنه يريد من خلالها الترويج لمخطط الضم.
  • بموازاة ذلك، يتوالى حراك السلطة الفلسطينيّة الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة، دون فعل ميداني على الأرض، إذ تنوي السلطة الطلب من الجمعيّة العامة للأمم المتحدة التصويت على قرار جديد، يؤكد على الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967. فيما نقل دبلوماسيين عربًا، من “دول عربية معتدلة”، إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رسائل تفيد بأن الضمّ الذي تعتزم “إسرائيل” تنفيذه “سيكون على نطاق مقلَّص، وبشكل تدريجي”. هذا، فيما أتلفت أجهزة الأمن الفلسطينية وثائق سرية، تحسبًا من اجتياحات “إسرائيلية” على غرار الاجتياحات التي نفذت عام 2000 للضفة.
  • بدورها، أعلنت حركة حماس انطلاق سلسلة فعاليات وطنية لمواجهة مخطط الضم، مؤكدةً أن الفعاليات ستتنوع بين الشعبية والإعلامية والدبلوماسية والحقوقية القانونية. وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، إن الحركة ستسلك كل الطرق لمواجهة مشروع الضم، وأعلن استعدادها للعمل المشترك مع حركة “فتح” والسلطة لمواجهة مشروع الضم، وتجاوز كل الخلافات. وأعلنت الحركة جاهزيتها للتعامل مع مساعي “مجموعة السلام العربي”، بخصوص مبادرتها للتواصل مع الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، وذلك عقب لقاء عقده رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنيّة، مع وفد من المجموعة.
  • كما  من المقرر أن تنطلق فعاليات شعبية، هادفة إلى إسقاط المشروع الأمريكي “الإسرائيلي”، للسيطرة على مساحات واسعة من أراضي الضفة، حيث من المقرر أن تنظم أولى هذه الفعاليات الشعبية، في منطقة الأغوار الفلسطينية، التي يتهددها مشروع الضم “الإسرائيلي”، بمصادرة أراضيها.

الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

  • واصلت قوات “الجيش الإسرائيلي” حملات الدهم والتفتيش للعديد من المناطق، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، واندلاع مواجهات شعبية أسفرت عن وقوع إصابات، اضافة إلى اعاقتها حركة المواطنين على مدخل قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية، بعدما نصبت حاجزًا عسكريًا، ما أدى إلى عرقلة حركة المركبات الخارجة من القرية والداخلة إليها. فيما اعتدت قوات الاحتلال على فعاليات ومسيرات سلمية رافضة لمخططات الضم، وكذلك رفضًا للاستيطان، فيما نفذ مستوطنون اقتحامات طاولت عدة مناطق بالضفة، وحرقت أراضي زراعية. كما هدمت قوة عسكرية “إسرائيلية” ثلاثة مساكن فلسطينية جنوبي الضفة الغربية بدعوى البناء بدون ترخيص، وقامت بشق طرق تربط المستوطنات ببعضها البعض، من خلال مصادرة أراضي فلسطينية واسعة.
  • هذا، فيما تعتزم جمعيات استيطانية متطرفة افتتاح نفق جديد في باب المغاربة وحائط البراق مطلع تموز/يوليو المقبل، في خطوة خطيرة تستهدف المسجد الأقصى المبارك، للوصول بأعداد أكبر من المستوطنين المتطرفين للمسجد وبشكل دوري ودائم. ويعمل المستوطنون بشكل متسارع وحثيث على حفر هذا النفق، واستخراج كميات كبيرة من الأتربة والحجارة الفلسطينية العربية منه، في محاولة لطمسها وتزويرها.

الضفة الغربية: أزمة في الرواتب وترقب حذر.

  • تسود توقعات بقرب أزمة اقتصادية جديدة في الضفة، عقب عدم صرف وزارة المالية في حكومة “اشتية” رواتب موظفي السلطة، تزامنًا مع حالة الحظر والتراجع الاقتصادي التي فرضتها جائحة “كورونا”. وينتظر نحو 133 ألف موظف في السلطة الفلسطينية رواتبهم عن شهر أيار/مايو الماضي، لكن آمالهم بصرفها تتلاشى مع دخول الأسبوع الثالث على استحقاقها، دون بوادر على توفر إيرادات تكفي لصرف ولو جزء منها. يذكر أن إيرادات السلطة شهدت تراجعًا حادًا نتيجة توقفها عن استلام عائدات “المَقاصَّة” مع الاحتلال، بسبب القرار الفلسطيني وقف التنسيق بين الجانبين، وللتراجع الحاد في الجباية المحلية بسبب “كوونا”.
  • في السياق ذاته، كشف مسؤولون فلسطينيون عن إيقاف إرسال تحديثات السجل السكاني الفلسطيني إلى الاحتلال، ما يعني أن مئات المواليد الفلسطينيين لن تعترف “إسرائيل” بوجودهم، ولن يسمح لهم بالسفر مع ذويهم. بالمقابل، أعلن مكتب منسق حكومة الاحتلال الشروع في إصدار معظم تصاريح الدخول إلى “إسرائيل” دون طباعة التصريح، لكن من خلال تسجيله على النظام الإلكتروني فقط. ويأتي ذلك في إطار خطة الاحتلال لفتح قنوات اتصال مباشرة مع العديد من القطاعات الفلسطينية، لتجاوز دور السلطة، حيث طلبت سلطات الاحتلال من طالبي التصاريح التعامل المباشر مع مكاتبها في الضفة.

المنحة القطرية من جديد.

  • بالرغم الأجواء التي أشيعت عن التوصل إلى اتفاق بين المقاومة والعدو “الإسرائيلي”، عبر الوسيطين الأممي والقطري، عاد التصعيد بمستوى منخفض، فبعد أيام على إطلاق دفعات متتالية من البالونات المتفجرة على مستوطنات الغلاف، قصف “الجيش الإسرائيلي” عدة مواقع في قطاع غزة، بحجة أن تلك الخطوة جاءت بعد ساعات من إطلاق صاروخ باتجاه مستوطنة “أشكول” المقامة على مقربة من غزة. وأطلقت مدفعية الاحتلال “الإسرائيلي” قذيفتين على الأقل باتجاه مرصد للمقاومة شرق خان يونس جنوب القطاع. كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذيفة باتجاه نقطة رصد شرق رفح، بينما أطلقت طائرات استطلاع صاروخين باتجاه منطقة خالية في محيط مطار غزة شرق مدينة رفح. وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن طائرة حربية أغارت على بنية تحتية تستخدم لنشاطات تحت أرضية تابعة لحركة حماس جنوب قطاع غزة. كما قصفت دبابات مواقع عسكرية تابعة إلى الحركة.
  • وتشير بعض التقديرات إلى إمكانية إعادة تفعيل وسائل المقاومة الشعبية، وإعادة تنظيم “مسيرات العودة”. هذا، بينما أكد رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، أن قطر تواصل جهودها لإدخال أموال المنحة القطرية للقطاع خلال الأسبوع الحالي أو المقبل، موضحًا أن تأخر وصولها يأتي بسبب الإجراءات المتبعة لمواجهة ”كورونا”.

مستجدات الوباء العالميكوفيد 19″ في فلسطين.

  • تسود المخاوف من ارتفاع مؤشر الإصابات من جديد في المناطق الفلسطينية، خاصةً في الضفة بعدما أُعلن عن تسجيل أكثر من 30 إصابة جديدة في الضفة ليرتفع عدد الاصابات إلى 769 حالة. وبعد إنذارات خطيرة، جراء تسجيل عدد كبير من الإصابات بالفيروس أعلنت وزير الصحة، مي الكيلة، أن الضفة الغربيّة دخلت في موجة ثانية من جائحة “كورونا”، وسط توقعات بأن تعاود الجهات المختصة فرض إجراءات مشددة على غرار ما كان الوضع عليه، قبل التسهيلات الحالية، التي شملت عودة الحياة إلى ما كانت عليه. بدوره، قام رئيس السلطة، محمود عباس، بجولة ميدانية في شوارع رام الله واضعًا كمامة واقية، في خطوة لتشجيع السكان على الالتزام بشروط السلامة الخاصة بمكافحة الفيروس.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق