أوراق سياسية

بانوراما فلسطين: رمضان شلح، فلسطين تودع أحد قاماتها الكبار

العدد الرابع والعشرون، ويغطي الفترة الواقعة بين ٨ حزيران وحتى ١٣ حزيران.

خلاصات تحليليّة:

١) اصرار “إسرائيلي” على مخططات الضم وفرض السيادة على الرغم من العقبات الداخليّة والخارجيّة إثر عدم إعطاء أمريكا للضوء الأخضر لتنفيذ الضم

٢) تصاعد الغضب الجماهيري الفلسطيني الرافض لمخططات ضم أجزاء من الضفة الغربيّة، وسط استعدادات “للجيش الإسرائيلي” لمواجهة التصعيد

٣) تنديد ورفض فلسطيني لحمل التطبيع الإماراتيّة “الإسرائيليّة” ورفض استقبال المساعدات للمرة الثانية بحجة عدم التنسيق مع السلطة.

٤) فلسطين تودع أحد قاماتها التاريخيين، الدكتور رمضان شلح في ذمة الله.

مخططات الضم: الشعب جدار القضية الأخير.

  • أشار مصدر أمريكي إن الولايات المتحدة و”إسرائيل”، لم تتفقا بعد على خرائط الأراضي التي ستضمها الأخيرة بالضفة، وما زالت تنتظر موقف “إسرائيل” بهذا الخصوص، مُشيرًا إلى أنّ البيت الأبيض يشترط الاتفاق معها مسبقًا قبل اعترافه بضم “إسرائيل” لأراض فلسطينية بالضفة.
  • في موازة ذلك صعدت المؤسسة الأمنية الصهيونية استعداداتها لمواجهة احتمالات انفجار احتجاجات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حال نفذ “نتنياهو” وعدوه بتطبيق مخطط الضمّ، وقالت “القناة الإسرائيلية 12” إنه لا توجد معلومات استخباراتية محددة تتحدث عن رد فعل فلسطيني عنيف، لكن المؤسسة الأمنية تأخذ بالحسبان عدة سيناريوهات متنوعة، موضحة أن “الجيش الإسرائيلي” يأخذ بالحسبان بالدرجة الأولى رد فعل الفلسطينيين بالأساس وقبل تهديدات أخرى.
  • ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية عليا في “إسرائيل” قولها إن حكومتها ترجح أن تختار بعض الدول الأوروبية رد فعل قاسيًا ومتطرفًا ضدها، فيما ترجح أن تبادر ألمانيا لكبح رد الفعل المتطرف هذا وموازنته. من ناحيتها، قالت إذاعة “الجيش الإسرائيلي”، نقلًا عن قادة المستوطنين، إن “نتنياهو” مرر عدة رسائل خلال اللقاء بهم، منها أنه مصمم على فرض السيادة في الموعد المحدد، وأن المخطط يشمل تضمينًا للمستوطنات العشوائية البعيدة من الكتل الاستيطانية الكبيرة، مع ضمان شبكة مواصلات تربط بينها.
  • بدورها، هددت السلطة الفلسطينيّة بسحب الاعتراف بـ”إسرائيل”، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني “محمد اشتية”، بعدما بحث افتراضيًا مع وزيري خارجية ألمانيا والأردن سبل مواجهة مخطط الضم “الإسرائيلي”، إنّ مسألة اعترافنا بـ”إسرائيل” ستكون على الطاولة في حال تم تقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية، متوعدًا بإلغاء اعتراف منظمة التحرير الفلسطينيّة بـ”إسرائيل” وفق “اتفاق أوسلو”، معتبرًا أنّ مواجهة مشروع الضم “الإسرائيلي”، بمثابة معركة وجود بالنسبة للكيان السياسي الفلسطيني، ومعركة وجود للمشروع الوطني. وأوضح “اشتية” أنّ أن القيادة الفلسطينية قدمت مبادرة مضادة لخطة “صفقة القرن” إلى اللجنة الرباعية الدولية، وتقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومنزوعة السلاح، مع تعديل على رسم الحدود عند الضرورة لذلك. إضافةً لذلك، قدمت السلطة الفلسطينية ردها للمحكمة الجنائية الدولية بشأن قرارها التحلل من الاتفاقيات مع “إسرائيل”، ردًا على مخطط الضم، مؤكدةً أنه لا علاقة له بالواقع السياسي الفلسطيني.
  • من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” إلى عقد قمة عربية وإسلامية طارئة، لمواجهة مخطط الضم، مؤكدًا في رسالة التي وجهها لقادة 40 دولة عربية وإسلامية، على ضرورة “دعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لكل مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس”.
  • توازيًّا، حذرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السلطة الفلسطينية من مؤتمر أمريكي للتطبيع مع “إسرائيل” مقرر في القدس هذا الأسبوع، وذلك بعدما دعت السفارة الأمريكيّة في “تل أبيب” لعقد “مؤتمر تطبيعي” باستخدام الوسائل الالكترونية، عن بعد، تهدف من خلاله لجمع فلسطينيين و”إسرائيليين” على طاولة واحدة. وحثت الوزارة الفلسطينيين على نشر مزيد من التوعية حول آلية محاربة هذا المؤتمر، مؤكدةً أن محاولاتهم كافة قد قوبلت بالرفض من قبل الشركات الفلسطينية، في دليل على الالتزام بسياسة القيادة الفلسطينية.

التصميم الإسرائيلي والتردد الأمريكي.

  • بناءً على توجهات واشنطن لتحقيق غالبية “إسرائيلية” واسعة لعملية الضم، شارك السفير الأمريكي لدى “تل أبيب”، ديفيد فريدمان، في اجتماع ضم “نتنياهو” ووزير الأمن، بيني غانتس، إضافةً لوزير الخارجية، غابي أشكنازي، ورئيس الكنيست، ياريف ليفين، لمناقشة خطة الضم.
  • أفادت الإذاعة الإسرائيلية اليوم الإثنين، أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لم تتفقا على خطة لضم مستوطنات الضفة الغربية، وذلك قبل أسبوعين من الموعد المفترض لتقديم مشروع قانون بهذا الشأن إلى الكنيست. وقال مسؤول كان حاضرا في اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس والسفير الأمريكي ديفيد فريدمان الأحد: “لم يتم إحراز أي تقدم من أي نوع”.
  • إذ تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقرار الضم سريعًا “بلا ضجة سياسية في “إسرائيل””، ما من شأنه أن يفيد “ترامب” في سباقه للفوز بولاية رئاسية ثانية، ودون تداعيات سلبية عليه. وهذا يدفع واشنطن إلى الضغط باتجاهين: إقرار الخطة في “الحكومة الإسرائيلية” عبر موافقة “غانتس” وحزبه “أزرق أبيض”، إضافةً لإقرارها في موعدها المقرّر أو ما يقرب منه، الأول من الشهر المقبل، وثانيًا الابتعاد قدر الإمكان عن موعد الانتخابات الأمريكية، لاحتمال أن تتسبب الخطة في ردود سلبية في الساحة الإقليمية.

الاعتداءات الاسرائيلية في تصاعد.

  • تدل عدّة مؤشرات على أنّ “الجيش الإسرائيلي” بدء تطبيق الخطط العسكرية الرامية لتنفيذ مخطط ضم مناطق الضفة، وتشمل الخطط في مرحلتها الأولى تنفيذ اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين، سعيًا لمنع تصاعد موجة الغضب الشعبي، إذ نفذت تلك القوات خلال الأيام الماضية حملات دهم واسعة، أسفرت عن اعتقالات كثيرة لأكثر من 35 ناشطًا فلسطينيًّا في مناطق مختلفة من الضفة الغربيّة. كما واصلت قوات الاحتلال هدم منشآت فلسطينية لتوسيع رقعة الاستيطان، ولوحظ مؤخرًا تصاعد في حملات الدهم والاعتقال في مناطق الأغوار، المهددة بالضم.
  • كما قامت قوات خاصة من شرطة الاحتلال بتأمين عملية اقتحام جديدة، نفذها عشرات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، حيث دخلوا من جهة “باب المغاربة” وقاموا بجولات استفزازية، واستمعوا لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، قبل الخروج من جهة “باب السلسلة”، بينما شددت قوات الاحتلال إجراءات دخول المصلين المقدسيين، ومددت سلطات الاحتلال إبعاد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، عن المسجد لمدة أربعة أشهر.
  • وفي السياق ذاتخ نفت السلطة الفلسطينية، ما تحدثت عنه صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن أجهزة الأمن الفلسطينية قامت بإحباط عملية كان من المقرر أن تستهدف قوات الاحتلال التي تتمركز في ضواحي مدينة جنين. وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية على علاقة بالقضية، قولهم إن أجهزة السلطة الأمنية تمكنت من الكشف عن عشرات العبوات الناسفة التي قامت خلية مقاومة فلسطينية بإخفائها في محيط جنين، بالقرب من طريق تسلكه قوات الاحتلال في طريقها لتنفيذ عمليات اعتقال، ومداهمة لمنازل مواطنين فلسطينيين في مدينة جنين. وعلى الرغم من النفي، إلّا أنّ أجهزة أمن السلطة ما زالت تواصل حمالات الاعتقال بحق النشطاء والمواطنين والأسرى المحررين، على خلفية انتمائهم أو آرائهم السياسية. وفي إصرار على تطبيق السلطة لعقيدتها الأمنية، قال القيادي في “حركة فتح”، حسين الشيخ إنّ قوات الأمن ستواصل الحفاظ على القانون والنظام ومحاربة “الإرهاب” (يقصد حركات المقاومة)، لكنها ستعمل وحدها.

الفلسطينيون يرفضون التطبيع الإماراتي.

  • حطت طائرة إماراتية للمرة الثانية تابعة لشركة “الاتحاد للطيران” في مطار “بن غوريون”، بحجة نقل مساعدات للفلسطينيين، رغم الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض للـ”مساعدات” التي تُستَغل لتشكل “جسرًا للتطبيع بين الإمارات و”إسرائيل””. وأعلنت “حملة المقاطعة” في فلسطين استنكارها ورفضها للرحلات الجوية التطبيعية من الإمارات نحو “الكيان الصهيوني العنصري”، والتي تأتي بحجة نقل المساعدات للفلسطينيين في إطار التغلب على وباء “كورونا”. وأكّدت الحملة، في بيان، الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض لأي مساعدات تُستغل لتشكّل جسرًا للتطبيع بين الدول وبين الكيان، لافتة إلى أنّ “هذه الرحلات مستهجنة، خصوصًا في هذا الوقت الحساس من تاريخ القضية الفلسطينية، وما يحاك ضدها في العلن والخفاء، ومع ما يرسم له الاحتلال من خطة ضم الأراضي التي تسعى لتنفيذها الحكومة الصهيونية”.
  • من جهتها، دانت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، استمرار الإمارات في ما سمته “جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني”، على الرغم من كل الدعوات التي سبق أن وُجهت لها بالتوقف عن ذلك، والتحذير من المخاطر التي تترتب على التطبيع فلسطينيًا وعربيًا. وقالت “الجبهة الشعبية”، في بيان، إنّ تصاعد وتيرة التطبيع بين الإمارات والكيان، إلى حدّ تسيير رحلات طيران مباشرة بينهما، يُشكل إمعانًا في طعن القضية الفلسطينية وتضحيات شعبنا وأمتنا العربية.

الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو والصديق.

  •  أكد “نادي الأسير الفلسطيني” أن مخاوف انتشار الفيروس بين الأسرى في سجون الاحتلال لا تزال قائمة، موضحًا أن المخاطر والتخوفات الحاصلة على مصير الأسرى، جرّاء انتشار الوباء لم تنتهِ، في ضوء استمرار إعلان الاحتلال عن إصابات بين صفوف سجانيه، الذين يُشكلون المصدر الوحيد لإمكانية نقل الفيروس إلى الأسرى. هذا، ونفذ الأسرى في سجن عوفر خطوات احتجاجية عبر إرجاع وجبات الطعام، وإغلاق الأقسام، احتجاجًا على رفض ادارة السجن توفير الملابس للأسرى الموقوفين، واستمرار وقف زيارات عائلاتهم.
  • بدورها، نددت حركة حماس بالحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة الأردنية، على أسير فلسطيني معتقل لدى الاحتلال “الإسرائيلي” وعدد من أقاربه على خلفية أعمال “مقاومة للعدو”. وقال الناطق باسم الحركة “فوزي برهوم”: “إننا نعتبر أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة، بمستوياتها كافة، الرسمية والشعبية، واجبهم جميعًا إسناد شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده، ودعم مقاومته ومناهضة كل مشاريعه ومخططاته، وليس تجريم ومحاكمة من يقوم بهذا الواجب النابع من أصالة هذه الأمة، فضلًا عن كون واحد ممن تم محاكمتهم أسيرًا في سجون العدو”.

مستجدات الوباء العالميكوفيد 19″  في فلسطين.

  • عاد مؤشر الإصابات بـ”فيروس كورونا” في الضفة الغربيّة للارتفاع من جديد، وهو ما دفع الجهات المسؤولة لتشديد إجراءات الطوارئ بشكل كبير، شمل فرض الإغلاق الكامل على إحدى بلدات مدينة الخليل، وأعلنت وزيرة الصحة الدكتور “مي الكيلة”، عن تسجيل إصابة جديدة بـ”فيروس كورونا” في محافظة أريحا والأغوار. وأوضحت “الكيلة” أن حصيلة الإصابات في فلسطين بلغت 665، منها 320 إصابة في القدس و273 إصابة في باقي مناطق الضفة، و72 إصابة في قطاع غزة، بعد تسجيل حالتين جديدتين في صفوف المحجورين.

المنحة القطرية: بالضغط تأتي الحلول.

  • أكد السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أن دولة قطر تواصل جهودها لإدخال أموال المنحة القطرية للقطاع خلال الأسبوع الحالي أو المقبل، وأوضح السفير العمادي في بيان وزعته اللجنة بغزة، أن تأخر وصول أموال المنحة القطرية للقطاع يأتي بسبب الإجراءات المتبعة لمواجهة تفشي فايروس “كورونا”.
  • وجاءت تصريحات العمادي بعد اسابيع من تأخير صرف المنحة القطرية، ردت عليه الفصائل الفلسطينية بتصعيد الوضع الميداني الأمر الذي دفع الوسطاء للتدخل منعاً لتفجر مواجهة ما بين فصائل المقاومة والعدو الاسرائيلي.

فلسطين تودع القائد الدكتور رمضان شلح. 

  • نعت الفصائل الفلسطينية الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، الدكتور رمضان شلح، الذي توفي بعد صراع طويل ومرير مع المرض، حيث وري الثرى في دمشق. وأقامت الحركة عدة بيوت عزاء للقائد، لاستقبال الحشود الكبيرة من المعزين على مدار ثلاثة أيام.
  • تفاعل كافة أبناء الشعب الفلسطيني مع وفاة الدكتور أبو عبد الله  مستذكرين مواقفه الوطنية في دعم المقاومة والدعوة الى الوحدة الوطنية، التي لعب دورًا أساسيًا في تفعيلها، وذلك عبر دوره في مجموعة من الاتفاقيات التي حصلت بين المكونات الفلسطينية، حتى وإن لم يكتب لتلك الاتفاقيات النجاح، بالإضافة لأدواره الكفاحية والجهادية، عبر تثبيت المقاومة كمكون أساسي لدى حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة لاستمرارية تأكيده على مركزية القضية الفلسطينية في الخطاب الإسلامي، والتي كان هو والدكتور فتحي الشقاقي أحد أبرز المنظرين لها، بالإضافة لأهمية استحضار العامل الإسلامي في الحالة الوطنية.
  • يعتبر الدكتور رمضان شلح أحد أبرز مؤسسي الجهاد الإسلامي، ومن ضمن الشخصيات الفلسطينية التي لعبت دورًا محوريًا في العقود الفلسطينية بعد اتفاقية اوسلو، إذ تولى الأمانة العامة للجهاد الإسلامي في عام ١٩٩٥، وذلك على إثر اغتيال الأمين العام فتحي الشقاقي، وكان ذلك في فترة حرجة في تاريخ القضية الفلسطينية بسبب توقيع اتفاقية اوسلو، والتي عارضتها حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الوطنية، كما يعتبر شلح أحد أهم الشخصيات التوافقية فلسطينيًا، ولديه احترام وقبول واسع لدى الكل الفلسطيني.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق