أوراق سياسية

بانوراما فلسطين – هل ستنجح دولة العدو في ضم الضفة الغربية؟

العدد الواحد والعشرون، ويغطي الفترة الواقعة من ٢ مايو وحتى ٢٣ مايو.

خلاصات تحليليّة:

1) استمرار السلطة الفلسطينيّة بذات النهج السياسي في التعامل مع القرارات “الإسرائيليّة” فيما يتعلق بضم مناطق من الضفة الغربيّة

٢) قرار السلطة بقطع الاتفاقيات مع “إسرائيل” وأمريكا سيبقى دون خطوات تنفيذيّة وإجراءات عمليّة.

٣) في الضفة والقدس، اعتداءات العدو لم ولن تتوقف، والمقاومة مستمرة.

٤) إصابات جديدة في قطاع غزة بفايروس كورونا، والضفة تعلن حظر التجول خلال فترة العيد.

 مشاريع الضم الإسرائيلية للضفة الغربية: ليس للفلسطيني إلا خطاب القيادة 

  • أعلن رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، للرد على مخططات “الحكومة الإسرائيليّة” لضم أجزاء من الضفة الغربية، أنّ منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين قد أصبحتا في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية و”الإسرائيلية”، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليهما، بما فيها الأمنية، مُشيرًا إلى أنّ القرارات التي اتخذت جاءت التزامًا بقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح “عباس” أنّ “إسرائيل” تتحمل جميع المسؤوليات والالتزامات أمام المجتمع الدولي كقوة احتلال في أرض دولة فلسطين المحتلة، وبكل ما يترتب على ذلك من آثار وتبعات وتداعيات، استنادًا إلى القانون الدولي والإنساني، وبخاصة اتفاقيّة جنيف الرابعة لعام 1949، محملًا الإدارة الأمريكيّة المسؤوليّة كاملة عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، معتبرًا الإدارة الأمريكية شريكًا أساسًا مع “الحكومة الإسرائيليّة” في جميع القرارات والإجراءات العدوانية المجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني.
  • توازيًّا، شهد اجتماع القيادة الفلسطينية استفزازات ومشادات كلامية ومنعًا من الحديث وتهديدًا بمنع استكمال المداخلة بالقوة، حيث رفض “عباس” الإجابة عن الأسئلة، وأهمها أسئلةٌ طرح بعضها عضو مركزية “فتح”، ناصر القدوة، حول كيفية تنفيذ القرارات التي أُعلن عنها. بدوره، انسحب ممثل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، عمر شحادة، من الاجتماع رفضًا للبيان السياسي، الذي يراوح في مستنقع المفاوضات والرهان الأوحد على المجتمع الدولي والتنكر للمقاومة والوحدة، واحتجاجًا أيضًا على الإرهاب والتنمر من قبل “عباس” ومرافقه.
  • هذا وذكرت صحيفة “هآرتس” أن إعلان “عباس” لم يشمل حل السلطة التي نشأت بموجب هذه الاتفاقيات، لافتةً إلى أن “التنسيق مع “إسرائيل” ما زال مستمرًا. ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني كبير شارك في الاجتماع قوله إن الرئيس ينوي وقف التنسيق الأمني، لكنه لم يغلق الباب. من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إنه تم إبلاغ واشنطن بأنّ الفلسطينيين علقوا الاتصالات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، مُشيرًا إلى أنّ التعاون الأمني مع أمريكا لم يعد قائمًا وأنّ النسيق الأمنيّ مع “إسرائيل” لم يعد قائمًا أيضًا. ومن جهته، وجه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الوزارات بمباشرة بخطوات عملية وإجراءات عاجلة لتنفيذ ما ورد في قرارات القيادة الفلسطينية، بشأن العلاقة مع “إسرائيل” والولايات المتحدة، مؤكدًا دعم الحكومة الكامل للقرار الذي أعلنه “عباس”.
  • وفي هذا الإطار، دعت حركة حماس “عباس” إلى ترجمة حقيقية على الأرض لإعلانه التحلل من الاتفاقيات والتفاهمات مع “إسرائيل”، عبر خطوات واضحة ومحددة، مُشيرةً إلى أنّ هذا التوجه يفرض ضرورة الخروج من عبثية نهج المفاوضات العقيم، والمسارعة في تنفيذه في مساحاته الميدانية والقانونية والسياسية والنضالية. وحثت حماس على عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير أو أي اجتماع آخر يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لبحث إستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بالقضية الفلسطينية، مؤكّدةً أنّ مواجهة مشروع الضم و”صفقة القرن” تتطلّب برنامجًا وطنيًا نضاليًا في كل المجالات، من خلال خطة متكاملة متفق عليها من قبل قيادات الفصائل الفلسطينية والقوى الشعبية كافة.
  • وفي الوقت الذي لم تعقب فيه “إسرائيل” رسميًا على قرارات السلطة الفلسطينية، تفجر خلافات داخل قيادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بشأن الموقف من “صفقة القرن”، حيث كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن ثمانية من قادة المجالس الاستيطانية أكدوا تأييدهم لتطبيق الخطة بخلاف موقف مجلس المستوطنات اليهودية، الذي يمثل كل المستوطنات، والذي يعارضها. كما أعرب وزير الاقتصاد رئيس “حزب العمل”، عمير بيرتس، عن معارضته لضم أحادي الجانب للضفة، مضيفًا أنه يتعين على “إسرائيل” الإصغاء لما يجري في السلطة الفلسطينية. وقال إنه يؤيد الحوار مع الجانب الفلسطيني ومبدأ حل الدولتين.
  • وعلى الصعيد الدولي، عبرت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن الدولي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإستونيا وبلجيكا، عن رفضها للخطوات الأحادية التي تنوي “إسرائيل” القيام بها، بضم مناطق واسعة من الضفة، مؤكّدين أنّ بلادهم لن تعترف بهذه الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي والاتفاقيات بين الطرفين، وأن موقفها لم يتغير من حل الدولتين، مشددين على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة للتوصل لحل شامل وعادل. من ناحيته، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن الاتحاد يواصل العمل من أجل منع “إسرائيل” من ضم أراضٍ فلسطينية، مُشيرًا إلى أنّ وزراء الخارجية بحثوا في اجتماعهم القرار “الإسرائيلي” بتوسيع المستوطنات غير القانونية في القدس الشرقية، وأنهم اتفقوا على ضرورة إيجاد حل “للقضية الفلسطينية” وذلك بتجديد موقفهم الثابت بحل الدولتين عن طريق المباحثات.

الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.

  • حذّرت شخصيات فلسطينية مقدسية من تجاوب السلطات “الإسرائيليّة” مع دعوات المتطرفين الصهاينة، لإعادة فتح المسجد لهم، مؤكّدين أنّ ما يجري يتم بدراية تامة من السلطات العليا في “إسرائيل”. هذا، في حين وصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، إعلان سلطة الآثار “الإسرائيلية” العثور على مبنى معقد في ساحة البراق يعود تاريخه لأكثر من 2000 سنة بأنه ادعاء باطل، لا يثبته ولا يؤكده تاريخ الحفريات “الإسرائيلية” أسفل المسجد وفي محيطه.
  • إلى ذلك، تتعرض بلدة يعبد لعملية عسكرية متواصلة تعد الأعنف منذ سنوات طويلة، بعد مقتل جندي من وحدة “جولاني”، حيث تعرضت البلدة وأهاليها لسلسلة اقتحامات ومداهمات لمنازل وتخريبها والتنكيل بالأهالي واعتقال العشرات، مع إغلاق كافة مداخلها لعدة أيام. كما واصلت قوات الاحتلال اعتقال المواطنين الفلسطينيين خلال اقتحامات نفذتها في مناطق متفرقة من الضفة، بينهم قيادي في حركة حماس، بينما اندلعت مواجهات خلال تلك الاقتحامات، ما أوقع عددًا من الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. كما كشفت القناة “12” العبرية النقاب عن إحباط أجهزة الأمن الفلسطينية عملية عسكرية، كانت تستهدف المستوطنين و”الجيش الإسرائيلي” جنوب نابلس.
  • في غضون ذلك، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، اللواء توفيق الطيراوي، بضرورة إجراء تعديل وزاري “فوري”، لمعالجة ما وصفه بـ”التردّي الذي وصلت إليه بعض الوزارات”، مشيرًا إلى وجود وزارات “يحتكرها بعض الوزراء لمصالحهم الشخصية، وينكلون إداريًا بموظفين لديهم على قاعدة العلاقات الشخصية والتقارير الكيدية، الأمر الذي أدّى إلى تكتلات وتحالفات مسيئة داخل الوزارات بين الموظفين فيما بينهم”.

مستجدات الوباء العالمي كوفيد 19 ” كورونا” في فلسطين: 

  • توالى تسجيل الاصابات بـ”فيروس كورونا” في الضفة الغربيّة وقطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مجمل الإصابات بالفيروس في فلسطين بلغت 577 إصابة، بينها 102 حالة نشطة، بعد تماثل غالبية الحالات المصابة للشفاء، بعد تسجيل 10 إصابات في الضفة، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن إصابة 19 شخصًا في القطاع غزة، وقال وكيل الوزارة في غزة، يوسف أبو الريش، إن عدد المصابين ارتفع إلى 49 شخصًا، موضحًا أنّ المصابين هم من بين نزلاء مراكز الحجر الصحي، العائدين للقطاع عبر معبر رفح البري مؤخرًا.
  • ومع بداية عودة العمال الفلسطينيين من مناطق 1948 تزيد مخاوف الجهات المختصة بمحاربة الفيروس؛ فبعد تسعة أيام خلت فيها مناطق السلطة من أي حالة جديدة من الفيروس، بخلاف القدس الواقعة تحت الاحتلال، سُجلت إصابة جديدة لأحد العمال العائدين إلى بلدته في مدينة الخليل، بعد رحلة عمل دامت لأسابيع، وسط مخاوف من نقله الفيروس للعديد من مخالطيه لعدم التزامه بالحجر المنزلي. بدوره، أعلن رئيس الحكومة، محمد اشتية، منع الحركة في محافظات وقرى الضفة خلال عيد الفطر، لمواجهة الوباء.
  • وبسبب الوضع الحرج، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، منع الحركة في محافظات وقرى الضفة الغربية خلال فترة عيد الفطر لمواجهة “فيروس كورونا”، مُشيرًا إلى أنه سيتم ابتداءً من يوم الجمعة القادم منع الحركة كاملة في جميع المدن والمخيمات والقرى حتى نهاية يوم الإثنين. وأوضح أنه سيتم إغلاق جميع المرافق العامة والخاصة خلال الأيام المذكورة ما عدا المخابز والصيدليات، على أن يتم مراجعة كامل الإجراءات المتخذة الأسبوع المقبل من أجل وضع برنامج نهائي لعودة الحياة إلى طبيعتها في فترة ما بعد عيد الفطر.
  • في هذا الوقت، رفضت السلطة الفلسطينية مساعدات إماراتية تمّت دون علمها بالتنسيق مع “إسرائيل”، وقال “اشتية” إن الحديث عن وصول طائرة مساعدات إماراتية موضوع قرأنا عنه في الجرائد، ولا علم لنا عن هذا الموضوع، ولم يتم تنسيقه معنا، لا من قريب ولا من بعيد. ويأتي هذا بعيد إعلان وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، رفض بلادها استقبال المساعدات الطبية المقدمة من الإمارات دون التنسيق معنا”.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق