أوراق سياسية

بانوراما فلسطين – هل ستنجز صفقة التبادل؟

العدد السابع عشر، ويغطي الفترة الواقعة بين ٢ ابريل وحتى ١٠ ابريل.

خلاصات تحليلة.  

١. مساعٍ لإنجاز “صفقة جزئية” لتبادل الأسرى.

٢. قطاع غزة يواجه خطر اتساع انتشار “كورونا” مع بدء النقص الحاد بالمستلزمات الطبيّة

٣. تحذيرات أمنيّة “إسرائيليّة” من مخاطر ضم الأغوار على مستقبل السلطة الفلسطينية وعلى مستقبل “إسرائيل” وأمنها

مبادرة وصفقة.

  • على الرغم من الانشغال العام بوباء “كورونا” وكيفيّة محاصرته، إلّا أنّ تصريحات رئيس حركة حماس بقطاع غزة، يحيى السنوار، فجرت مفاجأة كبيرة، وحركت “المياه الراكدة” الخاصة بملف تبادل الأسرى، إذ أعلن “السنوار” إمكانية تقديم حماس مبادرة في ملف الأسرى “الإسرائيليين” لديها، مقابل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن في سجون الاحتلال. ولم يمضِ وقت طويل على إعلان الحركة الجاهزية للتفاوض غير المباشر مع “إسرائيل”، حتى تلقفت جهات إقليميّة الأمر، لا سيما المصريين، وباشرت الاتصالات مع حماس حول التصريحات التي صدرت، خاصةً أنها تضمنت تهديدات صريحة لـ”إسرائيل” بتصعيد ميداني في القطاع.
  • ولم يتأخر الرد “الإسرائيلي” على عرض حماس، فقد أعلن ديوان رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، جهوزيته للدخول في مفاوضات عبر وسطاء، لاستعادة جثامين القتلى “الإسرائيليين”، فيما طالبت حركة حماس بإثبات الجدية “الإسرائيلية” للدخول في هذا الملف. وفي ضوء إعلان الحركة العرض المفاجئ، واشتراطها إقدام “إسرائيل” على خطوات جادة في الملف لدراستها، سُجل ملف تبادل الأسرى حراكًا إعلاميًّا “إسرائيليًّا” هو الأعلى منذ سنوات، حيث أشارت التحليلات “الإسرائيليّة” إلى أنّ هناك تقبلًا في الأوساط الداخليّة بـ”تل أبيب” لعقد صفقة تبادل أسرى مع حماس، من أجل طي هذا الملف، كما توضح تصريحات الأحزاب “الإسرائيليّ” أنّ هناك اجماعًا داخليًّا لدى الأحزاب “الإسرائيلية” على تجاوز الخلافات وحل ملف الجنود الأسرى واستعادتهم، وهو ما يعزز فرصة نجاح أي مفاوضات تبادل قد تتم بشكل غير مباشر مع المقاومة. وبالنسبة للفلسطينيين، فإنّ مبادرة الحركة قد تكون الأنسب لإنجاز صفقة تبادل في ضوء تفشي وباء “كورونا” في العالم، وارتفاع الغضب في الأوساط “الإسرائيلية” لعدم استعادة الجنود الأسرى لدى المقاومة منذ حرب غزة الأخيرة عام 2014.
  • بدوره، حذر الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد النخالة، الاحتلال من أن المقاومة ستدافع عن الشعب الفلسطيني في غزة، في حال واجه أي تهديد بسبب استمرار الحصار. وقال “النخالة” إنّ على “إسرائيل” أن تختار بين الملاجئ وما يترتب عليها، أو إنهاء الحصار والاستجابة لإطلاق سراح أسرانا من سجونها.

بلا تدابير وقائية: الاسرى في مواجهة فيروس كورونا.

  • تتواصل مأساة الأسرى الفلسطينيين في ظل تفشي “كورونا”، حيث ترفض “إسرائيل” الاستجابة لمطالبهم، التي تهدف لمنع وصول الفيروس إلى زنازينهم التي تفتقد لكل مقومات الحياة الآدمية، الأمر الذي دفع قيادة الأسرى للتهديد بـ”انفجار السجون” قريبًا، إذا لم تقم “تل أبيب” بتلبية مطالب السلامة والأمان لمحاربة الفيروس.
  • وفي ظل المماطلة “الإسرائيليّة” في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية من فيروس “كورونا”، خاصة في سجن “عوفر”، نفّذ الاسرى عدة احتجاجات، من بينها إرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام، بعد رفض الاحتلال إجراء فحص لعدد من الأسرى اختلطوا بأسير محرر، تبين بعد يوم من إطلاق سراحه أنه مصاب بالفيروس، والذي يعتقد على الأغلب أنه نقل إليه من سجان “إسرائيلي”، فيما تسود بقية السجون حالة غضب شديدة، خشية من تفشي الفيروس. ردت سلطات الاحتلال على مطالب الاسرى بحجر تسعة من المخالطين، ووعود بإجراء الفحوصات الخاصة بالفيروس يوم الأحد القادم. من جانبه، طالب نادي الأسير الفلسطيني، منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، بمتابعة أوضاع الأسرى التسعة الذين تقرر عزلهم في سجن “عوفر”.

معتقلي حماس في السعودية: مطالبات بالإفراج ولا استجابة. 

  • انطلقت حملة “الحرية للخضري والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية”، داعيةً جميع المؤسسات والقوى والأفراد إلى التفاعل مع هدفها بإطلاق سراح المعتقلين. كما عبرت حركة حماس عن أسفها لانتقال المملكة “من موقع الداعم لقضية فلسطين إلى موقع المحاصر لها ولأبنائها وللداعمين لها”. وطالبت الحركة السلطات السعودية بالإفراج عن المعتقلين كافةً، خاصةً في ظل انتشار وباء “كورونا”، وما يحمله من مخاطر حقيقية على حياة المعتقلين، ويزيد من معاناتهم ومعاناة أسرهم. وأعربت حماس عن خشيتها على حياة المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، في ظل انتشار “كورونا”.

غزة والضفة:

  • توالى تسجيل الإصابات بفيروس كورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وطالت الاصابات بالفيروس أحد العاملين في الطواقم الطبية، وأعلن مدير عام الصحة الأولية في وزارة الصحة، كمال الشخرة، عن تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس “كورونا”، ما رفع الحصيلة إلى 263 إصابة، مؤكّدًا شفاء 44 حالة من الفيروس. وأمام هذا الواقع بدأت العديد من المحافظات بتطبيق إجراءات جديدة للحد من انتشار الفيروس، تشمل تعقيم المركبات الداخلة إليها، في الوقت الذي بدأت فيه الطواقم الفلسطينية المشكلة للتعامل مع عودة عشرات آلاف العمال إلى الضفة من مناطق 48، بالتهيؤ للعملية، وفقًا لبروتوكولات منظمة الصحة العالمية.
  • تواصلت الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات الحكومية الفلسطينية، للحد من انتشار فيروس “كورونا”، وأبرزها اقتصار الحركة لمدة سبع ساعات يوميًا، في ظل العمل لضبط الأوضاع بشكل أكبر، ووضع الخطط اللازمة للتعامل مع عودة العمال من “إسرائيل”، في ظل تصاعد منحنى الإصابات، والمتوقع أن يستمر لأسبوعين مقبلين. وأبقت قوات الأمن على الدوريات التي وضعتها على مداخل المدن والمحافظات، للحد من الحركة وفق تدابير خطة الطوارئ الموضوعة مسبقًا.
  • من جهته، قال رئيس الحكومة، محمد اشتية، إن مقترح حجر العمال فور عودتهم في المدارس دُرس بعمق، لكنه قال إن العملية “تشكل تشتيتًا لعمل الطواقم الطبية والأمنية، وخطرًا بتوسيع انتشار المرض بدل حصره، لاسيما عندما نتحدث عن آلاف العمّال”. كما أكد “اشتية”أن الأساس هو “الحجر المنزلي الإجباري”، وأن من يشعر بأي أعراض يتواصل مع طواقم الصحة، لفحصه ونقله في حال إصابته إلى أماكن العلاج والحجر المركزية.
  • وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة مجددًا، وطالبت بتزويدها بمعدات الفحص الخاصة بالمرض، بعد نفاذ الكمية المتوفرة لديها، معلنةً تسجيل حالة جديدة بالفيروس.  وبالسياق، ما زال العمل بقرار منع التجمعات، وفرض حالة الطوارئ، وإغلاق المعابر الخاصة بالأفراد مستمرًا بالقطاع، فيما استمر عمل الوزارات المختصة في إجراءات تأمين جميع مراكز الحجر الصحي، وتقديم الخدمة اللازمة للمستضافين فيها، كما تخضع تلك المراكز إلى إجراءات مشددة حفاظًا على سلامة المواطنين.
  • وفي ظل ضعف التنسيق بين الضفة وغزة، بحث رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، هاتفيًا، مع “اشتية” التداعيات المترتّبة على جائحة “كورونا”، مؤكدًاعلى “تكامل الأداء وتضافر كل الجهود، واستنفار الطاقات الفلسطينية لمواجهة الوباء”، ومشيرًا إلى احتياجات القطاع وظروفه في ظل الحصار الخانق، وما يمكن أن تقوم به الحكومة الفلسطينية تجاه سكان في القطاع. كما بحث “هنية” مع قادة فصائل فلسطينية، توحيد الجهود بين الضفة والقطاع لمواجهة الفيروس. كما بحث “هنية” من خلال سلسلة اتصالات هاتفية أجراها مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، توحيد الجهود بين الضفة الغربية وقطاع غزة لمواجهة “كورونا”، وعلى ضرورة تحقيق الإغاثة المعيشيّة للشعب الفلسطيني.
  • في الوقت ذاته، تحدثت أوساط “إسرائيلية” أن تفشي “كورونا” في الأراضي الفلسطينية أفاد رئيس الوزراء، محمد اشتيه، الذي يعتقد أنه سينجح في مواجهة الوباء، مع أنه واجه هذه الأزمة في وقت من الفراغ السياسي، فرئيس السلطة، محمود عباس، يرسَل بصورة دورية للمستشفى لإجراء الفحوصات الدورية بسبب المشاكل الصحية التي يعانيها بين حين وآخر. وأوضحت الأوساط أن ذلك يدفع “اشتيه” لتركيز نظره لموقع الرئيس في اليوم التالي لغياب “عباس”، لأنه في حال تجاوزت السلطة الفلسطينية هذه الأزمة، فإن ذلك سيزيد من فرص نفوذه في الساحة الفلسطينية، ويساعده في التنافس على موقع الرئيس القادم.

إلى ذلك، تشهد عدة مناطق في الضفة الغربية، مواجهات متكررة مع قوات الاحتلال والمستوطنين، خلال تصدي المواطنين لمحاولات مصادرة أراضيهم لتوسيع المشروع الاستيطاني، حيث تواصل قوات الاحتلال اقتحام المدن الفلسطينية، والاعتداء على السكان المدنيين. وتمثلت الانتهاكات بالاقتحامات والاعتقالات، وهدم المنازل والمنشآت والطرقات الزراعية وتدمير محاصيل زراعية، ومصادرة الممتلكات والبركسات، ووضع اليد على الأراضي لتوسيع المستوطنات. توازيًّا، اعتقلت “إسرائيل” 357 فلسطينيًا خلال شهر مارس/آذار الماض،

الضفة الغربية: ما بين مخططات الضم والاعتداءات الاسرائيلية.

  • شهد شهر مارس الماضي اعتقال السلطات الإسرائيلية 357 فلسطيني كما اعتقلت محافظ القدس، عدنان غيث، اضافةً لاعتقال وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، بعد مداهمة منزله بقوات كبيرة من الشرطة والمخابرات “الإسرائيلية”، فيما تواصل ملاحقة مسؤول حركة فتح في القدس، شادي مطور.
  • هذا، وتوصلت المفاوضات بين حزب “الليكود” بقيادة “نتنياهو” وبين زعيم “كاحول لفان”، بني غانتس، إلى اتفاق بشأن مسألة فرض “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية وغور الأردن وشمالي البحر الميت، بعد التنسيق مع الولايات المتحدة. يُشار إلى أنّ أوساط رسميّة “إسرائيليّة” أكدت أن واشنطن و”تل أبيب” توشكان على الاتفاق بشكل نهائي على خريطة المناطق في الضفة الغربية التي سيتم ضمها إلى “إسرائيل”. وقال “رونين بيرتس”، مدير عام ديوان “نتنياهو” إنّ الفريق الأمريكي – “الإسرائيلي” الذي يقوده السفير الأمريكي، ديفيد فريدمان، ووزير السياحة “الإسرائيلي”، يريف ليفين، يواصل العمل من أجل إنجاز الاتفاق، لافتًا إلى أنّ الفريقين يناقشان حاليًا بعض الملاحظات والتعديلات التي ترى “إسرائيل” وجوب إدخالها على الخريطة الأصلية التي وردت في “صفقة القرن”، والتي تضم المناطق التي يجوز لـ”إسرائيل” ضمها.
  • وفي إطار خطة السلطة الفلسطينيّة للتحرك ضد ضم هذه المناطق، شرعت القيادة الفلسطينية بإجراء سلسلة اتصالات سياسية، حيث بحث أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الموضوع مع كل من أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ووزير خارجية مصر، سامح شكري، ووزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي. وتطرق “عريقات” في اتصالاته إلى جهود حشد الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لتمكينها من استمرار تقديم خدماتها للاجئين في هذه الظروف الصعبة التي فرضت تحديات إضافية على الوكالة التي تواجه أساسًا أزمة مالية ضاغطة.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق