أوراق سياسية

بانوراما فلسطين-العدد السادس عشر


يغطي هذا الرصد الفترة الواقعة بين ٢٦ مارس وحتى ٢ ابريل.

خلاصات تحليليّة:

١. اتجاه لتمديد “حالة الطوارئ” لفترة إضافيّة، إثر تفاقم الحالة وارتفاع عدد المصابين بالفيروس.

٢. مخاوف فلسطينية من تفشي الوباء بفعل سياسات “إسرائيل” وقدوم العمال من الداخل.

٣. خطر صحي متصاعد يحدق بالأسرى في السجون وسط إهمال طبي متعمد.

٤. السنوار يؤكد جاهزية غزة، ومبادرة جديدة للأسرى.

٥. استغلال “إسرائيلي” لتفاقم الظروف الإنسانية لمواصلة سياستها بتمرير مخططاتها الاستيطانية.

فلسطين في مواجهة الوباء العالمي.

  • تتجه الرئاسة الفلسطينية لتمديد “حالة الطوارئ” في المناطق الفلسطينيّة، لفترة إضافيّة، بسبب تفاقم الحالة وارتفاع عدد المصابين بالفيروس الذين بلغوا 155 إصابة بعد تسجيل 21 إصابة في الضفة الغربية و3 في قطاع غزة، حيث من المقرر تخويل رئيس الوزراء، محمد اشتيه، بصلاحيات تطبيق الإجراءات التي تتماشى مع الخطة الوطنية لمواجهة خطر “فيروس كورونا”. توازيًّا، أعلن “اشتيه” إن حكومته ستعمل وفقًا لـ”موازنة طوارئ متقشفة”، في ضوء التطورات المتلاحقة لـ”فيروس كورونا”، موضحًا أن إيرادات الحكومة ستنخفض إلى أكثر من 50% والمساعدات الدولية ستتراجع.
  • وفي السياق ذاته تواصلت الإجراءات التي تتخذها الجهات الحكومية المسؤولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمنع انتشار الفيروس، واستمرت حالة الإغلاق الشامل للعديد من المدن الرئيسة، ومنها مدينة الخليل، فيما بقي حظر التجول مفروضًا على عدد من البلدات في مدينة القدس، وبيت لحم، التي سجلت فيها أعلى نسبة الإصابة. كما واصلت القوات الأمنيّة الفلسطينية نشر أفرادها داخل المدن، وفي الطرقات الرئيسية المؤدية إلى مراكز المدن، وبين المحافظات، لتقييد حركة التنقل في إطار الخطة التي وضعتها الحكومة، والتي تقضي بوقف الحركة بين المناطق.
  • وفي قطاع غزة، انخفضت بشكل كبير حركة السكان سواء داخل المدن أو المخيمات والبلدات، وكذلك التنقل بين المحافظات، في إطار الأخذ بتوصيات الجهات الحكومية التي دعتهم لتقليل الحركة لأدنى مستوى، خاصةً بعد الكشف عن إصابة جديدة بالفيروس بين المحجورين. وفي الأثناء، شرعت اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، بتوزيع منحة المساعدات المالية لـ100 ألف أسرة فقيرة في القطاع، في الوقت الذي شرعت فيه “الأونروا” بعملية توزيع المساعدات الغذائية على أسر اللاجئين الفقيرة، من خلال توصيلها مباشرة إلى المنازل.
  • وفي السياق ذاته ربطت “إسرائيل” أي مساعدة قد تقدمها لدعم جهود قطاع غزة في مكافحة “فيروس كورونا” بمدى التقدم الذي تحرزه في محاولتها استعادة جنديين “إسرائيليين” فقدا أثناء الحرب التي جرت في القطاع عام 2014. من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، إنّ غزة من المناطق الهشة والفقيرة التي طالب الأمين العام بدعمها لمواجهة “كورونا”.

لقاء السنوار: تطورات وتأكيدات.

  • بثت قناة الأقصى الفضائية في قطاع غزة لقاءً تفاعلياً مع رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار ” أبو إبراهيم”،  تحدث فيه حول عدد من الموضوعات والمسائل وذلك في ظل تفاعل الجمهور الفلسطيني الذي توجه التي شهدت تفاعل الجمهور الفلسطيني معها من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
  • سرد السنوار خلال لقائه التفاعلي الإجراءات التي تم إتخاذها في قطاع غزة لمواجهة الجائحة العالمية، مؤكداً  جهوزية واستعداد حركته لمواجهة كافة التحديات المرتبطة بانتشار الفيروس، كما أشاد السنوار بأداء الجهاز الحكومي في قطاع غزة، مبدئياً اسفه لحالة الارباك التي صاحبت عملية استيعاب المحجورين صحياً.
  • وفي سياق رده على التهديدات الاسرائيلية الموجهة لقطاع غزة هدد النسوار بـ”قطع النفس عن 6 مليون صهيوني”، وأخذ ما يريده “خاوة”، في حال وجد أنّ مصابي فيروس كورونا في قطاع غزة لا يقدرون على التنفس.
  • وفي سياق ملف الآسرى جدد السنوار التزام حركته بالوصول الى صفقة مشرفة للاسرى،  حيث أكد أن “هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف (تبادل الأسرى) بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه، وممكن أن نقدم له مقابلا جزئيا (دون توضيح)، لكنه جدد أن ” المقابل الكبير لصفقة تبادل الأسرى هو ثمن كبير يجب أن يدفعه الاحتلال”.

العمالة الفلسطينية في إسرائيل.

  •  يتخوف سكان الضفة كثيرًا من تفشي الفيروس بشكل كبير، وهو ما عبر عنه “اشتيه”، من خشية انتقال العدوى عن طريق العمال، معتبرًا أنّ العمالة الفلسطينية في “إسرائيل”، ومستوطناتها، تمثّل “ثغرة” يتسلل منها “فيروس كورونا”، لمناطق الضفة الغربية. من جانبها، لا تزال أجهزة الأمن تراقب وصول دفعات كبيرة من العمال الفلسطينيين من داخل “إسرائيل”، والذين من المقرر أن يتم وضعهم بالحجر الصحي، تحسبًا لإصابة أي منهم بالفيروس، عن طريق الاحتكاك بأحد “الإسرائيليين”، الذين يتفشى بينهم المرض بشكل كبير.
  • وفي هذا السياق، وخلافًا لإجراءات الطوارئ التي تضع شروطًا على حركة دخول وخروج العمال إلى “إسرائيل”، فتحت “القوات الإسرائيليّة”، كافة البوابات الحديدية، المقامة على الجدار الفاصل في محافظتي قلقيلية وطولكرم، لتسهيل تهريب العمال الفلسطينيين إلى قراهم دون المرور على لجان الطوارئ والفحص الطبي والحجر، بشكل أربك عمل الأطقم الأمنية والطبية الفلسطينية التي تعمل على استقبال العمال وإخضاعهم للفحص للتأكد من عدم إصابتهم بـ”فيروس كورونا”. هذه الإجراءات استدعت اتهام رئيس هيئة مقاومة الاستيطان، وليد عساف، لـ”إسرائيل” بأنها تشن “حرب بيولوجيّة” ضد فلسطين، بعد فشلها في احتواء الفيروس.

الأسرى  الفلسطينيين  في مواجهة الوباء العالمي.  

  • لا تزال “السلطات الإسرائيليّة” ترفض إجراء أي فحص طبي أو اتخاذ أي إجراء وقائي، لمنع تفشي “فيروس كورونا” داخل سجون الأسرى الفلسطينيين. وأمام هذا الواقع المستجد، شرع الأسرى الفلسطينيين في سجن “عوفر” بأولى الخطوات الاحتجاجية، ضد إدارة السجون، وقاموا بإرجاع وجبات الطعام احتجاجًا على رفض إدارة السجن أخذ العينات من الأسرى المخالطين للأسير المحرر الذي اكتشفت إصابته بـ”فيروس كورونا” بعد خروجه من السجن. في هذا الوقت، حذر الأسير الفلسطيني الملقب بـ”أبو أحمد الفلسطيني”، من سجنه، من مداهمة وباء “كورونا” للسجون التي يقبع فيها آلاف الأسرى، مؤكدًا أن كافة السجون مقبلة على “انتفاضة حقيقية”، حيث كشف عن استهتار “إسرائيلي” كبير ومتعمد بحياتهم، بعد أن طالبتهم إدارة السجون التي ترفض إدخال الكمامات الطبية أن يقوم الأسرى بالاستعاضة عنها بالجوارب، وذلك رغم الكشف عن إصابة ثلاثة سجانين “إسرائيليين” بالفيروس. يُذكر أنّ سلطات الاحتلال، أفرجت عن الأسيرين “أحمد نصار” و”إبراهيم عواد”، بعد أن تعرضا لـ”فيروس كورونا”، إثر التحقيق معهم من قبل ضابط مصاب بالفيروس في مركز تحقيق “بيتح تكفا”.
  • بدورها، طالبت منظمة التحرير الفلسطينية بتدخل دولي للضغط على “إسرائيل” للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها في ظل خطر “فيروس كورونا”، وحث أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، صائب عريقات، على الضغط على “إسرائيل” للاستجابة لمطالب وحقوق الأسرى المشروعة بموجب القانون الدولي، وإطلاق سراح الأكثر ضعفًا وتضررًا. فيما أعرب نادي الأسير الفلسطيني، عن مخاوفه من احتمال إصابة 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون “إسرائيل” بـ”فيروس كورونا”، عقب إصابة سجّانين “إسرائيليين” بالوباء. كما حملت حركة حماس سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياة وسلامة الأسرى الفلسطينيين في سجونها، بعد الإفراج عن معتقل تبين إصابته بالفيروس.
  • وفي خطوةٍ مفاجئة وغير متوقعة، عرض زعيم “أنصار الله الحوثي” باليمن، عبدالملك الحوثي، مبادرة على السعودية تقضي بصفقة تبادل يُفرج بموجبها عن أحد الطيارين السعوديين وأربعة ضباط وجنود أسرى، مقابل إفراج الرياض عن السجناء الفلسطينيين من حركة حماس الذين يحاكمون لديها. بدورها، ثمنت الحركة مبادرة “الحوثي”، وقالت الحركة في بيانٍ لها: “تابعت حركة حماس باهتمام المبادرة المقدرة التي أطلقها السيد “عبدالملك الحوثي” … وإننا إزاء هذه المبادرة الذاتية فإننا نقدر عاليًا روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده ومقاومته، ونعبر عن شكرنا على هذا الاهتمام والمبادرة”.

الاعتداءات الاسرائيلية: تواصل رغم الوباء العالمي. 

  • بالرغم من خطورة الموقف الصحي، إلا أن “إسرائيل” واصلت سياستها العدائية والعنصرية تجاه الفلسطينيين، واستغلت تفاقم الظروف الإنسانية لتمرير مخططاتها الاستيطانية، فقد هدمت آليات عسكرية “إسرائيلية” منازل فلسطينية قيد الإنشاء، شمالي الضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص. فيما كثّفت قوات الاحتلال والمستوطنين هجماتهم ضد مناطق عدة بالضفة الغربية بشكل جنوني، رغم “حالة الطوارئ” المعلنة بالضفة، لتفادي مخاطر انتشار “فيروس كورونا”، تخللها الاعتداء المباشر على مواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالرصاص، وآخرين بالكدمات، فيما عمد مستوطنون إلى تدمير مئات الأشجار. وتهدف سلطات الاحتلال والمستوطنون من وراء تلك الهجمات، إلى تنفيذ مخططات استيطانية مسبقة، هدفها طرد السكان قسرًا من أراضيهم، لصالح توسيع المستوطنات.
  • بالتوازي مع ذلك، اقتحمت قوة من وحدة المستعربين التابعة لقوات الاحتلال، مخيم شعفاط في القدس، ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. وذكرت هيئة البث “الإسرائيلية” (كان) أنه تم استهداف قوة “إسرائيلية” بالرصاص الحي في المخيم، مشيرةً إلى استنفار في قوات الاحتلال واعتقال سبعة أشخاص.
  • وفي سياقٍ آخر، شنّ سلاح “الجو الإسرائيلي” غارات استهدفت موقعًا للمقاومة شمالي قطاع غزة بثلاثة صواريخ، من دون الإفادة بوقوع إصابات بشرية. يأتي ذلك بعد إعلان المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي” سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة في “غلاف غزة” من دون وقوع إصابات، علمًا أنه الصاروخ الأول منذ 32 يومًا، وذلك قبل بدء انتشار “فيروس كورونا”. ومع أن أحدًا لم يعلن مسؤوليته عن الصاروخ، فإن المقاومة سبق وحذّرت عبر الوسطاء المصريين من أنها تنوي التصعيد قريبًا ما لم تقدم “إسرائيل” تسهيلات اقتصادية وإنسانية جراء الوضع المتأزّم في القطاع. ويذكر أنّ طائرات الاستطلاع “الإسرائيليّة” زادت من نشاطها في أجواء قطاع غزة، ما يُشعر سكان القطاع بمزيد من القلق من احتمال شن هجمات على القطاع. في غضون ذلك، قال جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في قطاع غزة، إنه اعتقل عددًا من المتخابرين مع الاحتلال الذين كُلّفوا بمراقبة فعاليات “مسيرات العودة وكسر الحصار”، على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق