أوراق سياسية

بانوراما فلسطين – العدد الثالث عشر

يغطي هذا الرصد الفترة الواقعة بين ١ مارس وحتى ١٢ مارس.

خلاصات تحليليّة:

١. توتر العلاقة بين حركة حماس والسعودية على إثر قيام الأخيرة بمحاكمات لفلسطينيين بتهم “الإرهاب”

٢. استنفارٌ فلسطيني واسع لمواجهة خطر “فيروس كورونا” وسط غياب التنسيق بين الضفة وغزة

٣. مخاوف من انتشار “كورونا” في قطاع غزة لضعف البنية التحتية وللكثافة السكانية الواسعة

حماس والسعودية: اعتقالات و لا أفق للحل.

  • تسود العلاقة بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية حالة من التوتر والفتور، بعد قيام المملكة باتخاذ اجراءات تعسفيه واعتقالات لعدد من الفلسطينيين المقيمين على أراضيها بتهم دعم تنظيمات “ارهابية”. مما عد سابقة بالعلاقة بين السعودية والحركة.
  • حيث بدأ مثول 68 فلسطينيًا وأردنيًا مقيمين بالسعودية، إضافةً إلى كفلائهم السعوديون، أمام المحكمة الجزائية السعودية في الرياض، بتهمة “الانتماء إلى كيان إرهابي وتمويله”، في إشارة إلى حركة حماس. وطالت المحاكمات ممثل “حماس” سابقًا في المملكة، الدكتور محمد الخضري، الذي عمل قبل ذلك ضابطًا وطبيبًا معالجًا في الجيش الكويتي، علمًا أنه كان صديقًا مقربًا من ولي العهد السابق (المعتقل حديثًا)، محمد بن نايف، ومسؤولين سابقين في الدولة. يذكر أيضًا أن بين من يُحاكمون الآن قرابة ثلاثين أردنيًا تقول “لجنة أهالي المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية” إن السلطات الأردنية لا تفعل شيئًا حيال أزمتهم، بل “تتعامل بسلبية” مع الملف.
  • بدورها، وجهت حماس مجددًا انتقادات للنظام السعودي مع بدء المحاكمات، واصفةً إياها بـ”الجائرة”، ومشيرةً إلى أن عشرات المعتقلين الفلسطينيين، وفي مقدّمتهم الدكتور “محمد صالح الخضري” ونجله الدكتور “هاني” “لم يقترفوا ذنبًا ولا جرمًا، وإنما جريرتهم في نظر جهاز رئاسة أمن الدولة السعودي أنهم ناصروا قضية فلسطين، وارتضوا لأنفسهم أن يشاركوا من مواقعهم في شرف الجهاد دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى”. من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إقدام السعودية على اعتقال عدد من الفلسطينيين المقيمين على أراضيها، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة “دعم الإرهاب”، معتبرةً أنّ توجيه هكذا تهمة لفلسطينيين يقدّمون الدعم للمقاومة الفلسطينية فيه تبنٍ للموقف “الإسرائيلي” الذي يعتبر المقاومة الفلسطينية “إرهابًا”. وأوضحت “الجهبة” أنّ المحاكمات مؤشر إلى تحول خطير في نظرة وسياسات المملكة إزاء الصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي” والعربي – “الإسرائيلي”.

روسيا والبحث عن الدور في ثنايا القضية الفلسطينية.

  • تسعى روسيا إلى بذل جهود لتحريك ملف المصالحة والاتفاق على بدء تطبيق بنود المصالحة، والدفع باتجاه إنجاح عقد لقاء فصائلي موسع لبحث سبل مواجهة “صفقة القرن” باستراتيجية موحدة. وبالسياق، بدأ وفد قيادي رفيع من حركة “الجهاد الإسلامي”، بزيارة إلى موسكو، من أجل لقاء عدد من المسؤولين. وقالت الحركة إن الوفد القيادي برئاسة الأمين العام “زياد النخالة”، وصل إلى موسكو للقاء المسؤولين الروس، على رأس وفد يضم في عضويته أعضاء المكتب السياسي “محمد الهندي” و”عبدالعزيز الميناوي”، بالإضافة إلى ممثل الحركة في لبنان “إحسان عطايا”. وقالت إن زيارة الأمين العام ووفد الجهاد الإسلامي تأتي «استجابة لدعوة رسمية وجهتها له الخارجية الروسية لزيارة موسكو. ومن المقرر أن تستضيف موسكو، في قادم الأيام، وفدًا قياديًا من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، حيث وجهت لها دعوة سابقة.
  • ويلاحظ في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام الروسي بالقضية الفلسطينية وتفاعلاتها وتجلى ذلك في سعيها للتواصل مع الأطراف الفلسطينية المختلفة بالاضافة لمحاولتها العمل في ملفات مثل المصالحة الفلسطينية ودعم عملية السلام، إذ ترى موسكو في خطة السلام الأمريكية تجاوزاً لمبادئ الرباعية الدولية والشرعية الدولية.

الاعتداءات الإسرائيلية : دعم أمريكي ومخططات للضم.

  • واصلت “إسرائيل” تنفيذ مشاريعها ومخططاتها الاستيطانية، بدعم من الإدارة الأمريكية، حيث صادق وزير الأمن، نفتالي بينيت، على مشروع “طريق السيادة” الذي يفصل السفر والمواصلات بين الفلسطينيين والمستوطنين، ويربط مستوطنة “معاليه أدوميم” بالقدس المحتلة. ويضاف هذا المشروع إلى جدار الفصل العنصري الذي يحاصر قرية الزعيم شرقي القدس، وإلى المشاريع والطرقات الاستيطانية التي تفصل التجمعات السكنية الفلسطينية في منطقة القدس وجنوب الضفة الغربية عن بعضها البعض، وتضمن تواصلًا جغرافيًا بين المستوطنات ومدينة القدس.
  • وفي موقف داعم لجهود “إسرائيل” باستمرار عمليّة الاستيطان والفصل العنصري، هدد “جاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكبير مستشاريه، بدعم أي قرار تتخذه “إسرائيل” بضم مناطق في الضفة الغربية، في حال لم توافق قيادة السلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات مع “تل أبيب”، استنادًا إلى “صفقة القرن”. هذا، فيما يتوجه وفد “إسرائيلي”  إلى الولايات المتحدة في زيارة سرية، لبحث الشروع في حملة دعائية مشتركة لنزع الشرعية عن صلاحية المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المنسوبة لكل من “إسرائيل” وأمريكا.
  • إلى ذلك، شنت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حملة مداهمات واعتقالات تركزت غالبيتها في محافظة نابلس، وطالت أسرى محررين، وأحد قيادات حركة فتح، وتخلل الحملة الاستيلاء على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي من أحد المنازل، كما نفذ مستوطنون عدة هجمات عنصرية، كان من ضمنها تحطيم نصب الشهيد “زياد أبو عين”، رئيس “هيئة مقاومة الاستيطان” السابق. فيما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي” في الضفة الغربية، كما واصل أهالي بلدة بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، اعتصامهم وفعالياتهم الاحتجاجية على أراضي جبل العرمة المهدد بالاستيطان، بينما قررت سلطات الاحتلال دفن جثماني الشهيدين الفلسطينيين “يوسف عنقاوي” و”أمير دراج”، في مقابر الأرقام “الإسرائيلية”، بعد نحو عام على احتجازهما عقب استشهادهما مباشرة.
  • كما حاول مستوطنون اختطاف طفلين قرب بلدة ترمسعيا، شمال مدينة رام الله، بعد الاعتداء على عائلتهما وتكسير السيارة التي كانوا يستقلّونها في شارع “زياد أبو عين”، ووسط هذه الأحداث، لم توقف أجهزة السلطة في الضفة اعتقالاتها السياسية، والتي كان آخرها اعتقال النائب في المجلس التشريعي والقيادي بحركة “فتح”، حسام خضر، من مدينة نابلس.

فلسطين وفيروس كورونا: قلة الإمكانيات في مواجهة التحدي الوباء العالمي.

  • سيطرت أخبار الإصابة بفيروس “كورونا” في مدينة بيت لحم على أجندة الحدث الفلسطيني، حيث بدأت الأجهزة المختصة في السلطة الفلسطينية تطبيق “خطة الطوارئ” التي أعلنها رئيس السلطة “محمود عباس” لمواجهة خطر الفيروس، تضمنت تعطيل الدراسة لمدة شهر، والحد من تنقل المواطنين بين المحافظات، ومنع استقبال الوفود الأجنبية الزائرة، اضافة إلى ذلك شرعت الأجهزة الحكومية بتنفيذ قرار إغلاق المعبر الرابط بين الضفة الغربية والأردن.
  • وعقب ذلك مباشرة أعلن رئيس الوزراء، محمد اشتية، بدء إجراءات تنفيذ حالة الطوارئ، وقال إنه سيتم إغلاق كافة المرافق التعليمية من مدارس ورياض أطفال وجامعات ومعاهد وغيرها، على أن يكون موظفو الوزارات والمؤسسات الحكومية على رأس عملهم إلى حين صدور تعليمات أخرى، مؤكدًا على أن يكون جميع الأطباء على رأس عملهم في جميع المرافق الطبية، وأخذ كامل الاحتياطات لحماية المواطنين وسلامتهم. كما أعلنت إدارة المعابر والحدود الفلسطينية عن إغلاق معبر الكرامة أمام حركة المغادرين من كافة محافظات فلسطين.
  • يُذكر أن إجمالي عدد المصابين في الضفة الغربية ارتفع إلى 30 حالة. في السياق، أعلنت رئاسة السلطة أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، قدّم مساعدة طبية عاجلة للسلطة الفلسطينية، لمواجهة الفاروس، بقيمة 10 ملايين دولار، على شكل معدات وأجهزة طبية.
  • وفي قطاع غزة، تصاعدت مخاوف الغزيين من تفشي الفيروس وعدم إمكانية السيطرة عليه، في حال وصول العدوى إلى القطاع، وذلك في ظل انتشاره في المناطق المحيطة بالقطاع، بما في ذلك مصر التي تربطها حدود برية مع غزة. يشار إلى أن الوزارات في غزة لم تعلن بعد الالتزام بمرسوم الطوارئ لمدة شهر، والقاضي بتعطيل المدارس وغيرها من الإجراءات، لكنها اكتفت بإعطاء إجازة للمدارس حتى نهاية الأسبوع، على أن تتم بعد ذلك الخطوات التالية. ونشرت وزارة الصحة بغزة خطوات للوقاية من الإصابة بالفيروس، أو الحد من انتشاره حال وصوله للقطاع، إلى جانب اتخاذها عددًا من الخطوات والإجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس إلى غزة.
  • على جانبٍ آخر، شب حريق  كبير في مخيم النصيرات وسط القطاع، أودى بحياة 15 مواطنًا بينهم أربعة أطفال وثلاث سيدات، كما أدى إلى إصابة 553 مواطنًا بجروح مختلفة. من جانبها، أعلنت اللجنة القطرية لإعمار غزة، أن أمير قطر وجه تعليماته لها، بصرف مبلغ مليوني دولار أمريكي كمساعدة إنسانية عاجلة لإغاثة المتضررين من الحادث الأليم الذي شهده مخيم النصيرات.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق