أوراق سياسية

بانوراما فلسطين – العدد الثالث

غزّة: من الترنس إلى البيان

أسبوعٌ مرّ على دعواتِ التظاهر التي أطلقتها مجموعاتٌ شبابية في قطاع غزّة وحملت اسم: “الترنس يجمعنا، بدنا نعيش” احتجاجاً على ارتفاعِ الأسعار والأوضاعِ المعيشيةِ الصعبة في قطاع غزّة، حيثُ شهدت مناطقٌ في مخيّم جباليا ومخيّم دير البلح ومدينة خانيونس وعددٌ من المواقع الميدانيةِ في قطاع غزّة تجمعاتٍ للمحتجين، والتي أثارَ تعامل الأجهزةِ الأمنية العنيف معهم حالةً من الغضبِ والاستياء على وسائل التواصل الاجتماعي. فيما اتهمت حركة حماس الأجهزةَ الأمنية في الضّفة الغربية بالسعي لزعزعة الأوضاعِ الأمنية في القطاع، بينما أصدرت الجبهةُ الشعبية نداءً للأجهزةِ الأمنية لوقفِ عمليات القمع بحقّ المتظاهرين، لتعود وتدعو الفصائلَ الفلسطينية لاجتماعٍ تنسيقي أشرف عليه عضو المكتب السياسي للجبهةِ الشعبية رباح مهنّا قبل يومٍ واحد من اجتماعٍ تنسيقي كان مقرراً سلفا، ورفضت حركة حماس والجهاد الإسلامي المشاركةِ في الاجتماع الذي أصدرَ بياناً مشتركاً باسم الفصائل المُشاركة، دعا حركةَ حماس للاستجابة لمطالب المتظاهرين ووقفِ عمليات القمع، ووجّه دعوةً للوسيطِ المصري لاستئنافِ عملية المُصالحة الفلسطينية، ورفضت حركة الجهاد الإسلامي على لسانِ الناطق باسمها مصعب البريم تسيس الحراك، مؤكّدة على حقّ الشباب في التظاهرِ السلمي وعلى ضرورة الدعوةِ لعقدِ حوارٍ وطني شامل، فيما انتظرت حركة حماس ليومِ الثلاثاء حتّى تُصدر بياناً دعت فيه السلطة الفلسطينية لوقفِ عقوباتها المفروضةِ على قطاع غزّة وأكدّت على أسفها لكلّ أذى مادّي ومعنويّ قدّ لحقَ بالشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وقدّ شهدت الأيامُ الماضية الإفراج عنّ غالبيةِ المُعتقَلين لدى الأجهزةِ الأمنية.

حماس والجبهة الشعبية: أزمةُ البيان ومستقبلُ العمل المشترك.

شهدت الأيام الماضية توتراً في العلاقةِ ما بين الجبهة الشعبية وحركة حماس على خلفيةِ الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، والتي كانت من أهمّ تجلياته تعليقُ الجبهة الشعبية لمشاركتِها في المسيرِ البحري المُقرّ يوم الاثنين الماضي وتوقيفُ عددٍ من نشطاء الجبهة الشعبية، وتأتي هذه التطورات في ظلّ الاستعداداتِ  لتنظيم مليونية شعبيةٍ لإحياءِ الذكرى السنويّة الأولى لمسيراتِ العودة، الأمر الذي دفعَ الفصيلين باتّجاه اتخاذِ خطواتٍ لترتيبِ العُلاقة بينهما، خصوصاً في ضوءِ تطوراتٍ عدّة، أبرزُها التصعيدُ الاحتلالي ضدّ الأسرى الفلسطينيين.

الاشتباك الفلسطيني: الضّفة منّ جديد.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقتٍ متأخر منّ مساء يوم الثلاثاءِ عنّ اغتيال الشهيد عمر أبو ليلى منفذ عمليّة سلفيت، والتي أسفرت عنّ مقتل جنديٍ إسرائيلي ومستوطن آخر، وقدّ جاءت العمليّة في ظلّ حالةٍ السجالِ القائم في غزّة، حيث تلقّى الجمهورُ الفلسطيني العمليةَ كتعبيرٍ عنّ وحدة الجهدِ الفلسطيني الموجّه نحو إسرائيل. في سياقٍ آخر تبنّى مجلس حقوقِ الإنسان التابعِ للأمم المتّحدة التقريرَ الأممي الخاصِ بمسيراتِ العودة والذي يُدين إسرائيل بارتكابِ جرائمَ حربٍ في قمعها للمسيراتِ الحدودية.

المخيّمات الفلسطينية: الخلاصُ الفردي ولا فصائل.

شكّلت زيارةَ الرئيس محمود عبّاس لبغداد ولقائهِ مع مسؤولينَ عراقيين فرصةً لإثارةِ وتسليطِ الضوء على قضيّة المعتقلينَ الفلسطينيين في السجونِ العراقية منذ عام 2003 والذي شهدَ نزوحَ القسمِ الأكبر من الفلسطينيين، والذين بلغَ عددهم في ذلك الوقتِ 35 ألف لاجئ، فيما لا يتجاوز عددهم الحالي 15 ألف لاجئ، بعد موجاتِ الاستهداف الطائفيّ بحقِهم.

على صعيد آخر أعلنَ عددٌ من النشطاءِ في مخيميّ دير بلوط والمحمدية عن تشكيلِ لجنةٍ أهلية موحّدة لتمثيلِ وايصال معاناةِ اللاجئين في الشمالِ السوري، حيث يعيشُ  أكثرَ من ثلاثمائة عائلةٍ فلسطينية كانت قدّ هُجّرت من مخيمِ اليرموك وجنوب دمشق في ظروفٍ إنسانية بالغةَ السوء، وفي سياقٍ متّصل أكّدت مجموعةُ العملِ من أجل فلسطينيي سورية أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قَضوا في سورية منذ آذار/مارس 2011 حتى آذار 2019 بلغَ 3920 لاجئ فلسطيني، وقالت المجموعة التي تنشطُ في مجال توثيقِ الانتهاكات ومقرّها لندن، أنّ هذا الرقم هو الموثّق لديها فقط، وأكّدت أنّ العددَ الحقيقي للضحايا يتجاوز هذا الرقم بكثير، بينما وثّقت المجموعة كذلك سقوط أربع ضحايا فلسطينيين في سورية خلال شهر شباط/فبراير 2019. في شأنٍ متّصل أعلن سمير جزائرلي عضو المكتبِ التنفيذي في محافظة دمشق أنّ مجلس المحافظةِ قدّ شكّل لجنةً لتوصيفِ واقع مساكن مخيّم اليرموك وأُوكل إليه رئاستها، وأكّد أنّ عودة أهالي المخيم إلى منازلهم مرهونة بانتهاءِ اللّجان الفنّية من توصيفِ واقع المساكن، حيث أنّ هناكَ مساكنٌ مهدّمة كلياً وبعضها متصدّع وبعضها الآخر صالحٌ للسكن، مشيراً إلى أنّه ومع انتهاءِ التوصيفِ سيُسمح للأهالي الذين يملكون مساكن صالحةً للسكن بالعودة إليها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق