مقالات

في الأمل .. المقال الافتتاحي

لا تنسجم الصّورة الحاليّة لواقع الفلسطينيّين مع التضحيات الكبيرة التي قدّموها في كفاحهم الطويل لنيل حقوقهم، وفي مواجهة المشروع الصهيونيّ والانحياز الدوليّ الحادّ. لذلك، قد يبدو من الطبيعي أن تتفاقم المعاناة الفلسطينيّة، والأثمان التي يتوجب تقديمها لانتزاع الانتصار، ولكن هناك الكثير من العوامل الذاتية الفلسطينيّة، التي أسهمت في تراجع القدرة الفلسطينيّة الكلية على مواجهة الاحتلال وهزيمته.

تنظر “مجموعة الحوار الفلسطيني” إلى جهدها ومساهمتها البسيطة كمبادرةٍ للبحث المشترك عن هذه العوامل وسبل معالجتها، ودعوة للتعلم المشترك من تاريخ وتجربة شعبنا في مواجهة الاستعمار. في هذا الإطار تتجنب “المجموعة” الغرق في الأطر الذاتيّة أو الحزبيّة التي تدعي امتلاك الإجابات الجاهزة، وتنحاز “المجموعة” للإيمان بقدرة هذا الشّعب على تقديم الإجابات على التحديات التي تواجه قضيته وتهدد واقعه ومستقبله.

في هذا الأطار من الانحياز الواضح للحق الفلسطينيّ، ومجموع الشّعب الفلسطينيّ المكافح، تسعى المجموعةُ إلى بناء شراكات وصلات تفكير وعمل مع كلّ من هو معنيٌّ بتقديم مساهمته الوطنيّة، وتُبصِرُ في هذه المساهمات أداةً للإجابة على الأسئلة الاستراتيجيّة التي تواجه هذا الشّعب، وكذلك تراها “المجموعة” فرصةً لتقديم نماذج عمليّة عن العمل في خدمة القضية الوطنيّة، بما يتجاوز أيّة حدود مصطنعة، أو تقسيمات مفروضة من قبل الاحتلال.

فيما تقدم تدعي “المجموعة” أنّ رهانها الأساسيّ هو على أمل الفلسطينيّين في بناء مستقبلٍ أفضل، خالٍ من الاحتلال ومنظومات القمع المرتبطة به، وعلى رغبتهم الجادّة في التلاقي والتشارك والعمل لأجل المستقبل، في إطار الهوية الفلسطينيّة الموحدة، والرافضة للاحتلال ومشروعه التدميريّ على أرض فلسطين وفي قلب المنطقة.

دعوة المساهمة هذه، تتجاوز الأنشطة المباشرة لـ”المجموعة”، وتنظر لكلِّ مسعى للفعل الوطنيّ، كمساهمةٍ جادّةٍ، وفرصةٍ للتعلّم، في خدمة حقّ الإنسان الفلسطينيّ، في الحريّة وتقرير المصير والعيش الكريم، والمستقبل المُزدَهر.

إطلاقُ هذا الموقع، قبيل أيامٍ من ذكرى يوم الأرض الخالدة، يشكّلُ فرصةً وأداةً لتضع “المجموعةُ” بين يدي المهتمين، صورةً عن إنتاجها وأنشطتها، وهو بمثابة نداءٍ للمساهمة في هذا العمل التشاركيّ، باعتباره أداةً لبناء الأمل في مستقبلٍ أفضلٍ نعيشُه جميعاً.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق