تقرير فلسطين، العدد الرابع عشر
خلاصات تحليليّة.
- استمرار “إسرائيل” بوضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات الفلسطينيّة عبر الاعتقالات ومنع إجرائها في القدس، وذلك بهدف التأثير في الانتخابات
- شبهات حول استعمال “حركة فتح” موارد السلطة الإعلاميّة في سلوكها الانتخابي، وسط حديث عن استهداف إعلامي لمرشحي حركة “حماس”
- استمرار “إسرائيل” بسياستها الاستيطانيّة يؤكّد رغبتها بالقضم البطيء لمناطق الضفة في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الجديدة وللمحكمة الجنائية الدولية
مستجدات الانتخابات الفلسطينية.
- بينما يستمرّ مسعى السلطة والفصائل الفلسطينيّة للدفع باتجاه إجراء الانتخابات التشريعيّة، يبدو أنّ دولة الاحتلال ماضية بسياسة وضع العراقيل والمماطلة في إعطاء الموافقة على إجراء الانتخابات في القدس، عبر الاعتقالات بالضفة الغربيّة وعدم السماح حتى اللحظة بإجراء الانتخابات بالقدس، إذ يصعب على السلطة الفلسطينيّة التي تواصلت مع “دولة الاحتلال” إجرائها في القدس دون الموافقة “الإسرائيليّة”، وأثار احتمال منع إجراء الانتخابات في القدس تساؤلات حول السيناريوهات التي ستسير فيها السلطة والفصائل، سواءً عبر مواجهة القرار أو التسليم بتأجيل الانتخابات، إذ أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني “محمد اشتية” أنّ دولة الاحتلال لم تسمح حتى الآن بإنشاء محطات انتخابية داخل القدس، داعيًا للضغط على “إسرائيل” من أجل السماح لأهل القدس بالمشاركة في الانتخابات.
- وبهدف التدخل والتأثير في الانتخابات، واصلت دولة الاحتلال استهداف قيادات وعناصر من حركة “حماس” في الضفة الغربيّة، حيث اعتقل القيادي في الحركة ومرشحها “حسن الورديان”، عقب اقتحام منزله في بيت لحم، توازيًّا حذّر ضبّاط في جيش الاحتلال من حالة الفلتان الأمني في الضفة، حيث يَسعى طرف في السلطة لإظهار سيطرته وقوته، في وقت لا تتدخّل فيه الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهو ما يُظهر تآكل مكانة السلطة، لافتين إلى أنّ الجيش رفع حالة التأهُّب، وأجرى استعدادات لحشد قوات قبيل الانتخابات، تحسبًا لهجمات فلسطينية، وأشار الضباط إلى أنه في حال قرَّر رئيس السلطة “محمود عباس” إلغاء الانتخابات بذريعة انتشار”فيروس كورونا” أو بسبب تدخُّل من “إسرائيل”، فإن هذا قد يؤدي لموجة تصعيد في أنحاء الضفة.
- واستمرارًا لعملها فيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية، نشرت لجنة الانتخابات المركزيّة الفلسطينيّة الكشف الأول للقوائم المرشحة للانتخابات البالغ عددها 36 قائمة، تزامنًا مع فتح باب الاعتراض على أي قائمة أو مرشح لمدة ثلاثة أيام، لافتةً إلى أنّ إجمالي عدد المرشحين للانتخابات بلغ 1389 مرشحًا، بدورها أيدت محكمة الانتخابات قرار اللجنة برفض اعتماد طلب الأسير في “سجون الاحتلال” حسن سلامة في قائمة “القدس موعدنا” التابعة لحركة “حماس”، وذلك لعدم وجود اسم له في السجل الانتخابي وهو ما قوبل برفض شديد من “حماس”، فيما كشف النائب في المجلس التشريعي “ناصر عبدالجواد” عن وجود “مخطط” تقوده جهات أمنية بالسلطة لاستهداف مرشحي قائمة “القدس موعدنا”، ومحاولة قتلهم معنويًّا من خلال بث إشاعات والعمل على تشويههم، كما انتقدت حركتا “حماس” و”الجهاد” تصريحات “ناصر القدوة” التي هاجم فيها الحركات الإسلامية، مما تسبب في خلافات شديدة في أوساط “قائمة الحرية” التي تجمع “القدوة” بأنصار “مروان البرغوثي”.
- على صعيدٍ آخر، انتهى أول اجتماع علني لمرشحي قائمة “القدس موعدنا” التابعة لـ”حركة حماس” في الضفة الغربية، والذي عُقد بأحد فنادق مدينة رام الله بعد الحصول على إذن رسمي من محافظة رام الله والبيرة يسمح بإقامته، وهدف الاجتماع لتلاقي مرشحي القائمة مع بعضهم البعض، والتعرف على بعضهم، ومن أجل ترتيب أوراقهم.
- وفي اليوم الأخير لتقديم الاعتراضات الانتخابية الخاصة بالانتخابات، تم تقديم اعتراض بمقر لجنة الانتخابات ضد “سمير المشهراوي” رئيس قائمة “المستقبل” التي تتبع التيار التي يتزعمه القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، والمرشح “ماجد أبو شمالة” لضلوعهما في التآمر على الرئيس الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات” حسب وصف مقدمي الطعن.
- إلى ذلك، كثر الحديث حول مخالفات وانتهاكات انتخابية قامت بها “حركة فتح”، إذ شهد اجتماع القائمة الانتخابية للحركة في رام الله شبهات بمخالفات قانونية، أبرزها الاشتباه باستخدام مقدرات هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتطعيم بعض المشاركين، إضافةً لمخالفة واضحة لقانون الانتخابات، بنشر فيديوهات اعتبرتها الجهات الرسمية دعاية انتخابية، وأعقبها تحذير من رئيس لجنة الانتخابات “حنا ناصر” لقيادة الحركة بهذا الخصوص، وانتقدت قيادات بـ”فتح” طريقة التعامل مع قضية تمثيل القدس في تركيبة القائمة الرسمية للحركة للانتخابات التشريعيّة، وما سمته “تهميش” الحركة للقدس، وقال القيادي في “فتح” حاتم عبدالقادر: إن “القدس غيّبت عن المجلس التشريعي من خلال تركيبة القائمة، وحسب ترتيب الأسماء والمكانة المضمونة من مدينة القدس لا تتجاوز مقعدين اثنين، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كانت القدس فعلًا حاضرة في الأذهان السياسية لـ”حركة فتح” ولجنتها المركزية أم لا؟”.
- وفي شأنٍ منفصل، شهدت ساحات المحاكم، محاكمة عدد من النشطاء الفلسطينيين على خلفية قضايا ذات طابع سياسي.، وأفاد المحامي “مهند كراجة” بأنه شهد محاكمات متزامنة لعدد من النشطاء في الضفة، منهم الناشط “عيسى عمرو” والصحفي “أنس حواري” و”زكريا خوالدة” والأسير المحرر “صديق عودة”.
الضفة الغربية وتقول الاستيطان.
- تكاد لا تهدأ “دولة الاحتلال” بالتوسع الاستيطاني بالضفة الغربيّة، إذ صادقت “حكومة الاحتلال” على بناء أكثر من ألفي وحدة استيطانية شرق القدس، عبر ما يسمى “اللجنة المحلية للتخطيط والبناء”، وأقرت الحكومة تعديلات وإضافات للمشروع الاستيطاني الذي قدمته “بلدية الاحتلال” بالقدس المحتلة قبل ثلاثة أسابيع لبناء 930 وحدة استيطانية جديدة، ضمن خطة شاملة لتوسعة مستوطنة “بسغات زئيف”، كما وافقت “السلطات المحليّة الإسرائيليّة” في القدس على بناء 540 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “هارحوما”، المقامة على جبل أبو غنيم، جنوب شرق القدس، فيما استولى مستوطنون وبحماية “قوات الاحتلال” على ثلاث بنايات سكنية وقطعة أرض مساحتها 400 متر تقع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتتاخم عددًا من البؤر الاستيطانية في البلدة، كما أظهرت معطيات إحصائية أنّ “القوات الإسرائيليّة” هدمت خلال الشهر الماضي 98 منزلًا ومنشأةً فلسطينية، وأخطرت 63 منزلًا ومنشأة بالهدم خلال الشهر ذاته في الضفة الغربية، من ناحيتها دانت السلطة الفلسطينيّة إعلان بناء 540 وحدة استيطانيّة جديدة، معتبرةً ذلك بمثابة “تحدٍ للمجتمع الدولي، وتحديدًا للإدارة الأمريكية الجديدة، وللمحكمة الجنائية الدولية”.
- استشهد شاب فلسطيني برصاص “إسرائيلي” أثناء قيادته لسيارته غرب القدس، فيما استشهدت مسنّة في الخليل جراء دهسها من قبل مستوطن، كما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح بعد استهدافهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أُصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، أثناء قمع الاحتلال “الإسرائيلي” فعاليات سلمية رافضة للاستيطان وإقامة بؤر استيطانية بالضفة الغربية، وذلك ضمن الفعاليات والمسيرات السلمية الأسبوعية المتواصلة للتنديد بممارسات الاحتلال، توازيًّا نفذت “القوات الإسرائيليّة” عمليات اعتقال واسعة في مناطق متفرقة من الضفة بما فيها القدس، خلال مداهمات للعديد من مناطق الضفة، إلى جانب هدم عدة منازل ومنشآت، حيث اعتقلت العشرات، أبرزهم الأسير المحرر “عبدالرحمن أبو خميس” شرق جنين.
- وفي سياقٍ متصل، واصلت جماعات المستوطنين اقتحاماتها لباحات المسجد الأقصى، وعدة مناطق تاريخية وأثرية في الضفة، وأقامت فيها “طقوسًا تلمودية”، تلبيةً لدعوات جماعات استيطانية متطرفة، لإحياء أحد الأعياد اليهودية.
الإدارة الأمريكية الجديدة، ومستجدات أخرى.
- أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أنها تعتزم تقديم مساعدات للفلسطينيين بقيمة 235 مليون دولار، حيث ستستأنف تمويل وكالة “أونروا” التابعة للأمم المتحدة، ومساعدات أخرى قطعها الرئيس السابق دونالد ترمب، وأعلن وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” عن الحزمة التي تشمل مساعدات إنسانية واقتصادية وتنموية، باعتبارها في إطار جهود لإصلاح العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين التي انهارت تقريبًا خلال ولاية “ترامب”.
- في غضون ذلك، التقى مسؤولون مصريون بمسؤولين من “حماس” بعد زيارة مفاجئة للوفد الأمني المصري الذي يتابع عدة شؤون، بينها العلاقة الثنائية وقضايا أمنية مشتركة والتهدئة مع “دولة الاحتلال” والمصالحة الداخلية وملف تبادل الأسرى، وترأس الوفد مسؤول ملف فلسطين بجهاز المخابرات العامة “أحمد عبدالخالق” وضم اللواء “سامح نبيل”، ووصل الوفد الأمني المصري إلى غزة بعدما أجرى لقاء مع مسؤولين بالسلطة الفلسطينية في رام الله، وقالت مصادر مطلعة إن النقاشات ركّزت على المصالحة وإنجاح الانتخابات، مضيفةً أنه “تم التطرق لاعتقال نواب من “حماس” وتهديد “إسرائيل” لهم، كما تم التطرق إلى الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة (لقاء الفصائل)، بما في ذلك كيفية الإشراف على الانتخابات في القطاع والالتزام بالنتائج”.
- قالت الرئاسة الفلسطينيّة إن الرئيس “محمود عباس”، أنهى فحوصات طبية كانت مقررة له مسبقًا في ألمانيا، مؤكدةً أنه “بصحة جيدة. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مروحيتين أردنيتين حطتا في مقر الرئاسة في رام الله لنقل “عباس” ومرافقيه دون العبور عبر الحدود “الإسرائيلية”.
السلطة ورواتب الأسرى.
بدأت السلطة صرف رواتب الأسرى في “السجون الإسرائيليّة” والأسرى المحررين والجرحى وأهالي الشهداء، عبر مكاتب البريد الفلسطيني بعد أن تم إغلاق نحو 35 ألف حساب لهم في البنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية، إثر أمر عسكري “إسرائيلي” يمنع التعامل مع تلك الرواتب تحت طائلة التهديد لتلك البنوك، وشهد مركز البريد في رام الله اكتظاظًا للأسرى المحررين وأهالي الأسرى والشهداء والجرحى، وسط انتقادات لما سماه أسرى محررون “إجراء لا يليق بالأسرى”.
مستجدات الوباء العالمي.
وفي مستجدات “فيروس كورونا”، ونتيجةً للارتفاع الكبير في أعداد المصابين في قطاع غزة، أبقت الجهات المختصة في غزة على قرارات التشديد بإجراءات الوقاية، ودفعت بالعديد من فرق الشرطة لمتابعة الحالة على الأرض، للحد من التفشي الخطير للوباء، فيما لا يُستبعد فرض الإغلاق الشامل خلال الأيام المقبلة في حال لم ينخفض معدل الإصابات، وفي الضفة بدأت الحكومة العمل بقرارات جديدة بعد انقضاء مدة العمل بالإجراءات الوقائية السابقة، وبحسب الناطق باسم الحكومة “إبراهيم ملحم” نصت القرارات وعددها 18 قرارًا، على انتظام الدوام للصفوف الأساسية من الأول للسادس والتوجيهي ورياض الأطفال اعتبارًا من الأسبوع المقبل، مع مراعاة التعليمات الصحية والوقائية، على أن تتلقى الهيئات الإدارية والتدريسية التطعيمات، مع استمرار منع حركة وانتقال المواطنين ووسائل النقل بأنواعها يوميًا من السابعة مساءً حتى السادسة صباحًا.