“إسرائيل تتكلم بالعربية”: الهيمنة باختراق الوعي عبر الصورة
طالما مثّل الإعلام واحداً من القوى الرئيسة التي وظّفها الكيان الصهيوني لتحقيق أهدافه في السيطرة والهيمنة، وذلك عبر السعي لترسيخ صورتين متناقضتين في “الوعي العام العربي” حول طرفَي الصراع على الوجود في فلسطينز أول هذه الصور هي المستعمِر كـ “ضحيّة” تاريخية ومعاصرة، ولكنّه، على الرغم من كونه “ضحيّة”، نجح في تشكيل كيانٍ سياسيّ “إنسانيّ” و”حضاريّ” و”متطوّر”. الصورة الثانية تتعلّق بالمستعمَر، الذي رغم كونه الضحيّة الفعلية في هذا الصراع، تتم شيطنتُه عبر تصوير حقّه المشروع في المقاومة باعتباره “إرهاباً”، إضافة إلى تمرير صور أخرى عنه تتضمّن كونه “متخلّفاً” و”متدنّياً” إنسانياً وحضارياً واجتماعياً، وذلك نسبة إلى المستعمِر “المتحضّر” و”المتطور”.
وتُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم ساحة رئيسة يخوض الكيان الصهيوني عبرها معركته الإعلامية التي تستهدف اختراق الوعي العربي، بتمرير صور سواء كانت فوتوغرافية، أو معنوية. ويشمل ذلك صور هذا الكيان المتخيَّل والنموذجي، التي تحاول الأدوات الإعلامية الإسرائيلية تصديرها حول دولة الاحتلال، من خلال الادعاء بوجود قيم الإنسانية والعدالة والجمال، الحضارية، والتاريخية الأصيلة، ولكنها في الوقت ذاته حديثة ومتطورة.
يتشكل هذا الكيان المتخيَّل صورة ونصّاً على واحدة من أهم الصفحات الإسرائيلية الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي “إسرائيل تتكلم بالعربية”، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والتي تكمّل بمهمّتها الهادفة إلى اختراق الوعي العربي عامة، مهامّ صفحات أخرى، كصفحة “المنسّق” التي تستهدف الوعي الفلسطيني خاصة، عبر تقديم نفسها كأداة خدماتية مدنية تعمل لصالح الفلسطينيين. ولكنها على أرض الواقع عبارة عن سلطة ذات مكانة رئيسيّة في المنظومة الاستعماريّة الإسرائيليّة، تؤدّي دوراً يخدم أهداف الاحتلال التوسّعيّة، وسياساته في التمييز وترسيخ نظام فصلٍ عنصريّ في فلسطين.[i] إضافة إلى صفحة “أفيخاي أدرعي” الناطق باسم جيش الاحتلال، التي تتركز منشوراتها على الجانبين السياسي و”الأمني”، وتهدف إلى تحسين صورة جيش الاحتلال، باعتباره “جيش دفاع أخلاقي”، وشيطنة المقاومة الفلسطينية وتعزيز صورة عنها في الوعي الجمعي باعتبارها “إرهاباً”.
إسرائيل “الجميلة” ــ “القديمة والحديثة”
تركّز صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” على نشر أخبار في مجالات متنوعة، سياسية واجتماعية وطبّية وتكنولوجية وغيرها، موجّهة بشكل واضح للهيمنة على العقل العربي، عبر ترسيخ صور لدولة الاحتلال باعتبارها كياناً مشروعاً ونموذجياً بل وجمالياً أيضاً. على سبيل المثال، نشرت الصفحة مؤخراً صورة لثلاث نساء شابّات يتجوّلن في سوقٍ قديم يبدو في البلدة القديمة في القدس، ويتدلّى علم دولة الاحتلال محتلّاً مساحة لا بأس بها من الصورة، وتظهر في الجانب لوحات فنية معروضة على قارعة الطريق، وفي الخلفية باب مقوّس وبضاعة معلّقة من ملابس وغيرها.[ii]
تُوظَّف، في الصورة المذكورة، عناصرُ ورموز تعمل كمؤثّر فعّال في الوعي؛ فالنساء المتمركزات في المشهد، الشابّات والجميلات، واللاتي يرتدين فساتين عصرية، يمثّلن العنصر الناعم، وهنّ إشارة إلى الحياة والجمال والانفتاح، في حين تمثل اللوحات والبضائع الملونة رموزاً إضافية تعزّز معاني الحياة والجمال. أمّا المكان القديم، الذي تحيل إليه الأرضية والبوّابات ذات الأقواس، فهو إشارة إلى العراقة والتاريخ، في حين يعمل العلم كدلالة على السيطرة وإشارة إلى هوية المكان. أيضاً، فإن تَرافُق الرموز السابقة، النساء واللوحات والمكان القديم، مع العَلَم، محاولة لترسيخ صورة لدولة الاحتلال ترتبط بقيم الحياة والجمال والتاريخ.
غير أن الصورة تمثل نموذجاً حيّاً للحقيقة التاريخية المتمثلة في أن كلّ “حضارة استعمارية” لا بدّ أن تُقام على أطلال نكبة شعب آخر. فما وراء هذه الصورة حقائقُ تاريخية قُصَّت منها وبقيت خارج الإطار، من نكبة ونكسة وتهجير ومجازر وأدوات سيطرة استعمارية وعسكرية منتشرة في المكان وتنكّل بالإنسان. إذ ليس من المستبعد أنه، على بعد أمتار من الموقع الذي التقطت فيه الصورة، قد تتمركز ثكنة عسكرية، أو مجموعة من جنود الاحتلال ينكّلون بفتىً فلسطيني لمجرّد الاشتباه به، فذلك هو الواقع الفلسطيني اليومي تحت الاحتلال. أما السؤال المطروح في التعليق المرفق بالصورة: “أيّ عنوان تقترحه لهذه الصورة؟”، فهو دعوة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العرب إلى التفاعل ضمن إطار الصورة المطروحة ومكوّناتها التي فُرضت على العين والوعي معاً، ما يمثّل استخفافاً بالوعي العربي من ناحية، ومحاولة لاختراقه من ناحية أخرى، عبر ترسيخ حقائق مشوّهة ومنقوصة حول الكيان الصهيوني.
توظيف الدِّين لشرعنة السيطرة
اقتداءً بالنهج الصهيوني القديم في توظيف الدِّين لشرعنة الاحتلال، ظلّ الدِّين واحداً من أهمّ المجالات التي تهتمّ بها صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية”، في سعيها للتأثير على الوعي الجمعي العربي، لكونه يمثل جوهراً أساسياً في الهوية العربية، ويلعب دوراً فعالاً في تشكيل وجهات نظر الشعوب العربية وسلوكيّاتها وثقافتها السياسية كذلك. لذا، تهتم الصفحة بنشر التهاني في المناسبات والأعياد الدينية المتعلقة بالديانات السماوية الثلاث، ونشر صور ومقولات وأحاديث نبوية وآيات تُعلي من قيم الأخلاق والإنسانية والتعايش بين الأديان المختلفة.
واحدٌ من الأهداف الرئيسة، لتلك المنشورات، هو تحطيم الحاجز/ الجدار النفسي الذي شيّده الوعي الجمعي العربي ضد دولة الاحتلال، عبر اختراق هذا الوعي باستغلال الوجدان والمشاعر الدينية. من بين ذلك، صورة تجمع بين مسلم ويهودي ومسيحي، في حين تظهر في الخلفية رموز الديانات الثلاث: الهلال الذي يشير إلى الإسلام، والنجمة السداسية كرمز يشير إلى اليهودية، والصليب الذي يشير إلى الدين المسيحي، وفي التعليق المرفق بالصورة كُتب: “كلنا صناعة إلهية. كلنا أبناء إبراهيم. والحمد لله على نعمته. طاب مساؤكم من إسرائيل التعدّدية”.[iii]
مرّةً أخرى، قُصَّت من الصورة حقائق متمثلة على أرض الواقع تقف ضداً يناقض ادّعاءات التعدّدية والتعايش بين الأديان، في ظل السيطرة الإسرائيلية العسكرية على المكان وتحقيق أهداف و”أمن الدولة اليهودية”؛ هذه الحقائق تتمثل في السيطرة بقوة السلاح على الأماكن الدينية المقدسة، لعلّ أبرزها الاقتحام شبه اليومي للمسجد الأقصى، وارتكاب جرائم قتل وتنكيل فيه وفي أماكن دينية أخرى، مسيحية وإسلامية، ومنع كثير من الفلسطينيين من الوصول إليه والصلاة فيه، وكذلك السيطرة على جزء كبير من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. إضافة إلى عمليات السلب والتخريب والاعتداءات ضد الكنائس، ما يعترف به أحد المسؤولين السابقين في دولة الاحتلال، هو موشيه شاريت، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، إذ يقول: “ما تعرّضت له الكنائس على أيدي الجنود والضباط يُمثّل صفحة مخجلة في تاريخ إسرائيل.”[iv]
توظيف الكاريكاتور
من بين الصور التي تهدف إلى شرعنة الوجود الاستعماري لإسرائيل كدولة يهودية، عبر ضرورة “التعايش” بين الأديان والشعوب المختلفة، كاريكاتور يصور سيدنا إبراهيم يتوسّط ستة أشخاص يمثلون بالأعلام التي تشكّل زيّهم دول البحرين والإمارات والأردن ومصر والمغرب، إضافة إلى شخص يمثل دولة الاحتلال. في حين يظهر أعلى الرسم اقتباس من سفر التكوين حول إبراهيم يقول: “وتكون أباً لجمهور من الأمم.. وملوك منكَ يخرجون.”[v]
تُكثِر “إسرائيل تتكلم بالعربية” من الإشارة إلى إبراهيم عليه السلام باعتباره “أبو الأنبياء”، ويحظى بمكانة مرموقة لدى المسلمين بشكل خاص، وبذلك فهو رمز ديني توظفه الصفحة للدعوة إلى قبول الدولة اليهودية ككيان سياسي مشروع على أرض فلسطين. أما رسام الكاريكاتور فهو نمرود ريشيف، المعروف باسم “نيمي”، والذي تُكثر الصفحة من نشر رسومه التي تحتوي على مقولات باللغة العربية.
وريشيف هو موسيقي إسرائيلي، وممثّل، ورئيس جمعية الرسوم المتحركة الإسرائيلية، تعاقدت معه إدارة الإعلام والمعلومات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وكُلّف بإنتاج سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية السياسية الموجهة إلى العالم العربي. وذلك في إطار محاربة وزارة الخارجية الإسرائيلية “النار بالنار”، أي محاربة الرسوم الكاريكاتورية العربية التي تعتبرها “عدائية” بشكل صارخ تجاه إسرائيل، وذلك كما يُذكر في موقع Israel Today.[vi]
الاحتلال “صديق البيئة”
تركّز الصفحة كذلك تركيزاً كبيراً على نشر الأخبار المتعلقة بالإنجازات التكنولوجية والصناعية والطبية، كما في كاريكاتور للرسام نيمي يصوّر مشروعاً لتحويل النفايات العضوية إلى طاقة، كأحد الحلول الإسرائيلية التي قدّمتها دولة الاحتلال في مؤتمر المناخ العالمي COP 27، الذي انعقد مؤخراً في شرم الشيخ بمصر. تستغلّ دولة الاحتلال، في تقديم إنجازاتها الحديثة تلك، واقعَ تخلّف العالم العربي عن الدول الغربية على صعيد تحقيق تقدّم وإنجازات علمية وتكنولوجية، لتظهر بمثابة الدولة الأكثر تطوراً في المنطقة العربية، والتي ستحتاج الدول العربية بطبيعة الحال إلى وجودها لتقدّم المنطقة.
وكما هو الحال في جميع منشورات “إسرائيل تتكلم بالعربية”، تُقتلَع من الصورة التي تمثّل “إسرائيل كصديقة للبيئة” حقائق أخرى تتعلق بالبيئة الفلسطينية التي تتعمّد دولة الاحتلال تخريبها وتلويثها، عبر فرض سياسات الهيمنة الاستعمارية، كجدار الفصل والنقاط العسكرية، والهدم وتدمير أشجار وحقول كاملة من الزراعات الفلسطينية لإنشاء المستوطنات والشوارع الالتفافية. وكثيراً ما شكّلت نفايات المستوطنات خطراً جدّياً على حياة الفلسطينيين، من خلال تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مكبٍّ لنفاياتها، عبر تهريب النفايات الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية، بما يتضمنه ذلك من تلويث التربة والمياه الجوفية وتدهور البيئة الفلسطينية بما تحتويه من عناصر طبيعية، وتدمير للتنوع الحيوي وتلويث الأراضي الزراعية وغيرها.[vii]
الاحتلال “الإنساني”
في إطار توظيف التقدم العلمي لتصدير الكيان الصهيوني كدولة “شرعية” و”إنسانية”، تنشر صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” خبراً مصوراً لطفل من غزة أُجريت له عملية في القلب في أحد المراكز الطبية الإسرائيلية، جاء في الخبر: “إسرائيل الإنسانية ـــ الوجه الذي يخفيه الإعلام العربي تمشّياً مع سياسته لشيطنة إسرائيل.. طفل غزّي يخضع في إسرائيل لعملية جراحية في قلبه..”. في حين تعزّز الصفحة صورة لدولة الاحتلال “حضارية” و”إنسانية”، “مقبولة” حتى لدى الفلسطينيين أنفسهم، عبر ادّعائها أن جدّة الطفل أعربت عن فرحتها قائلة: “وُهِب حفيدي حياة جديدة من ناس لم أكن أتوقع أن يساعدوه. الحدود والسياسة لا مكان لها، صحة الطفل تأتي في المرتبة الأولى..”[viii]. أُرفِق الخبر بصورة للطفل على سرير المستشفى يبدو فيها سعيداً، وصور أخرى يظهر فيها مع ذويه والأطباء والممرضين.
بغضّ النظر عن صحة مصدر أقوال الجدّة، وعلى افتراض أنها قالت ذلك فعلاً، فإنه ليس من الغريب أن يقوم أقرباء مريضٍ بشكر أطباء أنقذوا حياة ابنهم حتى لو كان هؤلاء الأطباء من الأعداء، ففي لحظات إنسانية تلك، تسيطر المشاعر الإنسانية على أقرباء المريض، وربما لا يستطيعون اختيار كلماتهم بحذر. فهم لا يتوقعون أنه سيتم توظيفها في سياق سياسي استعماري يسعى إلى تبييض صفحة الاحتلال من مجازر ارتُكبت بحق أبرياء. الهدف من الصورة، وهو “إسرائيل دولة إنسانية”، يسقط سقوطاً مدوّياً أمام حقيقة أن دولة الاحتلال قتلت نحو ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة خلال عدوانها العسكري المتكرر منذ عام 2008، فضلاً عن الوضع الصحي والنفسي المتردّي لسكان القطاع بعامة، والأطفال منهم بخاصة، نتيجة الحصار والعدوان المتكرّر.
أخيراً، لا يمكن الادّعاء بأن صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية”، والصفحات الإسرائيلية الأخرى، تبقى عديمة الأثر على الوعي العربي؛ ففي ظلّ ضعف الأداة الإعلامية العربية، مقابل تطور وسائل الإعلام الإسرائيلي، وحلفائه من أدوات إعلامية لدول أخرى، وتغلغلها، وفي ظل ضعف أدوات التوعية الأخرى في العالم العربي حول الكيان الصهيوني وواقع الحياة في فلسطين تحت الاحتلال، تبقى هذه الصفحات واحدة من أخطر أشكال السيطرة على الوعي، عبر ترسيخ صورٍ تتم مراكمتها في الإدراك الجمعي؛ صور مُحسّنة ومعدّلة ومغايرة للحقائق ولما يجري على أرض الواقع. تماماً كما يؤدي برنامج الفوتوشوب دوراً ليس في تجميل الوجوه فحسب، بل في تغيير ملامحها كلياً. وهو بالضبط ما تقوم به صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” “والمنسّق” و”أفيخاي أدرعي”، عبر استخدام الدين أولاً، واقتلاع آيات ومقولات وحقائق دينية من سياقاتها، وتوظيفها لخدمة الهدف الصهيوني في الهيمنة بأشكالها، السياسية والثقافية والعسكرية أيضاً. وكذلك عبر توظيف واقع التطور التكنولوجي والعلمي في دولة الاحتلال، وهو واقع لا يمكن إنكاره، ولكن إنكار أن هذا “التطور” تحقّقَ على أطلال نكبة شعب آخر، وتوظيفه لشرعنة السيطرة واستمرار ارتكاب جرائم بحقّ الشعب الفلسطيني، هو ما يجب تفنيده ومواجهته ومقاومته، عبر خوض الفلسطينيين والعرب معركة الإعلام عامّة، ومعركة الصورة خاصة، ضد عدوّ يدرك تماماً الكيفية التي تلعب بها الصورة دوراً في التأثير على الوعي والسلوك. إسرائيل لا تتكلم بالعربية، إسرائيل تتكلم بالصورة لتخترق الهوية العربية، بما تتضمّنه هذه الهوية من وعي وثقافة وموارد وجغرافيا، تمهيداً للهيمنة عليها.
[i] ينظر: مليحة مسلماني، صفحة المنسّق: الاستعمار حين يبدو وسيماً، فسحة، 11/07/2020 https://bit.ly/3EDNb7O
[ii] إسرائيل تتكلم بالعربية http://bit.ly/3VkvVLS
[iii] إسرائيل تتكلم بالعربية http://bit.ly/3XKH6zt
[iv] صالح النعامي، الاعتداء على كنائس فلسطين: سياسة إسرائيلية منذ عام 1948، العربي الجديد، 27/01/2016 http://bit.ly/3tYj4TF
[v] إسرائيل تتكلم بالعربية http://bit.ly/3ALu5M0
[vi] Yossi Aloni, Israel Combats Media Bias With Arabic Cartoons, Israel Today, 01/10/2018
[vii] محمد غفري، فلسطين: إسرائيل تسعى لتحويل أراضينا مكبّاً لنفاياتها، الأناضول، 04/03/2022 https://bit.ly/3U23XTL
[viii] إسرائيل تتكلم بالعربية http://bit.ly/3OyIZeh